حوارات وتحقيقات

الأحد - 12 مارس 2023 - الساعة 02:07 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/محمد العولقي


معرفتي بالدكتور أحمد علي بن سنكر مدير إدارة البنك الأهلي اليمني و عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، تقتصر على قمره الرياضي المشع باعتباره رياضي صميم و عاشق كروي حميم.
لكن لهذا الرجل الذي يقطر نشاطا و حيوية و حماسا وجها اقتصاديا (ماركيتنج) من الصعوبة بمكان التوغل إلى عمقه، لأن هذا يحتاج مني إلى فراسة اقتصادية عالية، لذا سأكتفي بملامسة تخوم قمره الاقتصادي بقرون الاستشعار عن بعد.
الدكتور أحمد يروض الأرقام الفلكية، يغربل معادلاتها و متراجحاتها، يصنع بعقليته الفذة أهرامات من المصفوفات و المتواليات الحسابية و الهندسية، يحصي أنفاس العملات، يطوع منحنيات البورصة و يحول أزماتها في رمشة عين إلى أثر بعد عين.
الدكتور أحمد مدير عام البنك الأهلي اليمني ليس مجرد خبير في إدارة اتحاد المصارف العربية، لكنه أيضا خبير زمانه في سبر أغوار الأزمات المصرفية و التعامل معها بحنكة و دهاء تصل حد الشراسة، باعتباره حلال العقد، و رجل الألف مخ.
رأسه مملكة شبكات ترصد الذبذبات و تحللها و تفصل غثها من سمينها، تفكيره رأس ماله، و لأن التفكير دليل حياة كما قال عنه الفيلسوف (ديكارت)، فإن الدكتور أحمد يعصر خلايا مخه عصرا، يحفزها بأنامل ذهبية، داخله آله حاسبة عملاقة يجمع يطرح، يقسم، يضرب، و يضع أمامك خلاصة الخلاصة قبل أن يرتد إليك طرفك، ما شاء الله، تبارك الله.
مع كل أزمة مصرفية فتش عن الدكتور أحمد، أمهله دقيقة واحدة بعدها يأتيك بالخبر اليقين، لولاه لكان الآن البنك الأهلي اليمني في خبر كان، و لولاه لما حافظ هذا البنك على ريادته الوطنية و دوره في إنعاش الاقتصاد، رغم كل ما يتعرض له البنك من تربصات و هجمات مرتدة يقودها هواة الرزق يحب الخفية.
كنت قد قررت أن أكتب عن قمر الدكتور أحمد الرياضي في عدن، لكنني اكتشفت على طريقة عباس بن فرناس أن التحليق في سماء الدكتور أحمد سنكر مخاطرة لا يحمد عقباها دون تجهيز أجنحة من فولاذ للإقلاع.
لا تندهش يا دكتور و لا تقطب جبينك، ففي الواقع وجهك المصرفي محشو بالأرقام و بتفاضلها و تكاملها و زواياها المثلثية و نسبها و تناسبها، و لكي أجاريك في لعبة الأرقام أحتاج إلى عبقرية (آدم سميث) صاحب كتاب ثروة الأمم، و فراسة (كارل ماركس) صاحب كتاب رأس المال، و أنا بالكاد أحفظ جدول الضرب الصغير، و أحسب مصروف جيبي الشهري بأصابعي.
أقدر للدكتور أحمد حسه الرياضي الرفيع، ليس لأنه رياضي شب عن الطوق منذ نعومة أظافره فحسب، ولكن لأنه منذ سنوات طويلة يتبنى مسابقات كروية رمضانية لها مذاق السحر.
التقيت الدكتور أحمد بن سنكر مرات قليلة هي على عدد أصابع اليد الواحدة، لكنه دوما حاضر في ذاكرتي بإشراقاته الرياضية، و حضوره العربي و الدولي الفعال في ندوات و مؤتمرات إدارة الأزمات المصرفية و الاستدامة المالية.
لست هنا في وارد الانشغال عن قمر (ابن سنكر) المصرفي بالتوغل في عمق محيط لا أجيد السباحة فيه، لكنه على أي حال قيادي بنكي و مصرفي ذكي يحسب خطواته بأوقيات الزئبق، الأرقام لعبته المفضلة، و هو دائما جاهز بالحلول لأي أزمة مصرفية طارئة، ذهن متقد لا ينام و لا يعرف الراحة، منح عدن وقته وصحته و حماسه، و عندما هرب من يدعون وصلا بعدن من شر الاجتياح (الحوثي عفاشي) لعدن مع فاصل من الغناء، كان الدكتور أحمد يذود عن البنك الأهلي و يحصنه داخل قفصه الصدري، و لولاه لما بقي هذا البنك ثابتا شامخا يقاوم كل الأرزاء و العواصف السياسية و الاقتصادية.
مرة جمعتني به صدفة من أحلى الصدف، كان يتكلم عن عمله المصرفي بحميمية شاعر ولهان و كأنه يتكلم عن بيته و أسرته و أهله، كان يفتح أمامي مغارة من الأفكار البنكية التي يتبناها للحفاظ على البنك الأهلي مستقلا، كان يشرح و يفسر و يقرأ طالع المستقبل و أنا (رب أشرح لي صدري).
عزيزي الدكتور أحمد بن سنكر: أمنحك هذه الكلمات المحفزة، و إذا كنت ترى في هذا إطراء منمق بحق شخصك الكريم، فليشهد علي الله أولا و العباد سكان هذه البلاد ثانيا، أنه إطراء ناقص يقل كثيرا عن مكانتك في قلب عدن التي تفخر بكل إنجاز خارجي تحققه في صمت و دون ضجيج و دون نفاق و دون تلميع أو زفة من (مزيكة) فرقة حسب الله.