حوارات وتحقيقات

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2019 - الساعة 04:18 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_عفاف سالم


الوكيل عبدالله جابر شخصية عملية... فمن المعيب أن تبخس حقها وحقيقة لا اعلم من اين ابدا في الكتابة عن هذا الموضوع الشائك ولا كيف لكن على كل حال علي ايصال رسالتي بكل وضوح و شفافية للسيد الوزير الذي اشتد تخبطه واندفاعه في الاونة الاخيرة وبشكل ملحوظ عقب دخول الانتقالي عدن و اقتحام منزله وهو الامر الذي ادناه وندين جميع الاقتحامات اذ لا بد من توحيد الصف ليعم الوفاق و الوئام اما الخلافات فعواقبها وخيمة على الجميع .

لعل آخر تلك الاندفاعات الميسرية كان ذلك المنشور المتعلق بأمر التوقيف للوكيل عبدالله جابر ومساعده .

قرار التوقيف الجائر قد اثار حفيظة غالبية المسؤولين بالوزارة وان ابدئ اكثرهم تكتما مؤثرا الصمت و متابعة النتائج الذي سيسفر عنها ذلك القرار .

القرار الجائر بحق الوكيل جابر لم يكن بمحله
الرجل لم يرتكب جرما بل بادر لايجاد حل مناسب في ظل التوترات التي تشهدها الاوضاع حاليا

اراد اللواء جابر التخفيف من حدة النزاع والاسهام بحل بوادر ازمة جدية تكاد تنفجر بسبب حرمان المنتسبين من مستحقاتهم المالية سيما وانه يصطف وراء كل منتسب طابور من الافواه الجائعة و البطون الخاوية الباحثة عن انفراج وشيك مع اطلالة كل يوم جديد فتعود بخفي حنين لان الوزارة لم تهتم لحالهم.

نخص منهم ذوي الدخل المحدود ابو ستين الف المشفوط نسبة منها هذه الفئة المطحونة التي استدانت لتأمين الغذاء و الدواء لعائلتها و لمتطلبات المدرسة وغيرها من ضروريات الحياه ووجدت نفسها عاجزة عن التسديد المديونيات لاصحاب البقالات ولا جديد في الافق يلوح لصبر تجاوز الشهرين.

ولا يعني ذلك أن الميسورين وذوي الرتب صامتين و مبسوطين مؤكد انه سكون الجمر تحت الرماد او المؤجج للوضع من خلف الكواليس لعدم الارتياح ..

في هذه الاجواء كان تدخل اللواء جابر في التوقيت المناسب والصعب وازاح عن كاهل الوزير عبئا ثقيلا استشعارا منه الواجب الإنساني والوطني والامني بل وانطلاقا من صميم عمله وصلب مهامه كوكيل الوزارة لقطاع الموارد البشريه و المالية..

اللواء لديه موارد بشرية في الشارع تئن وتضيق ذرعا وقد طال بها الصبر ولديه ايضا موارد مالية من المعيب أن تظل حبيسة البنك المركزي في ظل الحاجة الملحة اليها فضلا عن كونها حقوق للناس لا بد أن تصل إليهم.

ولذلك كله كان لتصريح اللواء جابر عظيم الاثر وقبل بالاستبشار بتحديد موعد الصرف الذي نزل بردا و سلاما ولقي استحسانا كبير من الشارع ...

لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن بقرار التوقيف الذي يعد عبثيا اذ انه اثار الاستهجان وزاد من رصيد التسخط الذي اسفر عن التخبط من قبل الوزير الذي يفترض أن يكون اكثر تعقلا و اتزانا حيث بدا لمنتسبيه ان السبب الرئيسي كونه يعمل لمصلحته فقط دونما مراعاه لظروف الناس التي تتزاحم علئ محلات الصرافة بشكل يعكس حجم المعاناة ...

القرار الجائر الذي اثار الاستياء تفاداه فخامة الرئيس هادي بحكمة و عقلانية حيث قرأنا المنشور الذي اطلق الصلاحيات للواء لممارسة مهام التوجيه بصرف راتب اغسطس اولا من باب التهدئة ..
اقول للوزير كفئ الحكومة ما وصلت اليه من فقدان ثقة العامة والخاصة معا وكفئ منتسبيكم معاناة في ظل وضع متأزم فلا تزيدوا الطين بلة وتفسدوا علاقتكم بوكلاء تعلمون علم اليقين انهم الاكثر حضورا والتزاما وتحملا لضغوطات العمل اليومية في ظل غيابكم واعتكافكم بمنزلكم واحالتكم الصلاحيات لمدير مكتبكم الذي افسد اكثر مما اصلح و القئ بمتابعات الناس في سلة المهملات و للاسف باركتم عمله و تقوقعتم فلا نزول بوزارة او فروعها و لا إتاحة مقابلات للمتظلمين الذين عانوا الامرين .

بقي أن اقول للوزبر الرجوع الى الحق فضيلة وليس عيبا الاعتراف بالخطأ الوليد لحظة اندفاع او غضب مادام فيه المصلحة العامة واللواء جابر لم يرتكب جرما او مخالفة تستدعي ثورتك وتوقيفه ..

وختاما احيي فخامة رئيس الجمهوريه كما احيي ذلك الرجل الهمام ورجل الدولة المستشار الامني الذي كان و مازال بحجم وطن المشير الدكتور حسين عرب الذي اثبتت الايام وتثبت أن وزارته كانت الانجح رغم شدته وقوة شكيمته وحزمه فضلا عن حنكته وحكمته ومؤكد انه بصمت لعب دورا كبيرا في الحل والتهدئة و ايثار المصلحة العامة وقد نخصه بمقال في قادم الايام أن شاء الله ..

بقي التذكير بالصلاة والسلام على سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام.

عفاف سالم