حوارات وتحقيقات

الإثنين - 14 أكتوبر 2019 - الساعة 01:02 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_الشيخ وليد الفضلي



من نافلة القول أن إحيا ذكرى أي ثورة ليس مقصود به إقامة الإحتفالات والمهرجانات المعبرة عن فرحة الشعوب وإبتهاجها بتلك الثورة وماحققته من تحرير الوطن وما تلاه من إنجازات ومكاسب سياسية وإقتصادية وتنموية على الصعيد الداخلي وحسب إنما المقصد الأهم من إحيا تلك المناسبة الوطنية العظيمة هو إنتهاز ذكرى هذا الحدث النضالي لإعادة قراءة تاريخ الثورة ومآلاتها ومدى تمسك الأجيال التالية بمبادئها وقيمها ومستوى الإنحراف عن نهج ومسار تلك الثورة والذي ربما يكون حدث بقصد أو دون قصد وبالتالي العمل على تلافي ذلك الإنحراف وإعادة توجيه بوصلة السير في الخط الصحيح الذي أرادته الثورة ورسمه أبطالها ومن أوقدوا شعلتها من الرجال الصادقين و المخلصين .

ومن هذا المنطلق فأننا جميعاً نعلم أن ثورة الرابع عشر من إكتوبر إنما قامت من أجل إنهاء الإحتلال البريطاني الذي جثم على أرض الجنوب اليمني مدة تزيد عن القرن وربع القرن من الزمن عمل خلالها على إستغلال البلد ونهب ثرواته ومقدراته والإستبداد بأبناءه وتقييد حرياتهم حرمانهم من معظم الحقوق الشرعية الواجبة لهم وبإستثناءات قليلة تتطلبها حاجة تنفيذ أهدافه ومصالحه الإستعمارية فقط لاغير.

ولقد نجحت الثورة بفضل الله وبفضل تضحيات وجهود المناضلين و الشرفاء من أبناء هذا الوطن بمختلف شرائحه وإنتماءاته السياسية و القبلية والمناطقية من إزاحة ذلك الكابوس الإستعماري البغيظ وحققت عبر المراحل التاريخية السابقة الكثير من أهدافها وتطلعاتها رغم كل ماأحاط بها من معوقات ومؤامرات وماشهدته الساحة الوطنية من صدمات ودورات صراع مسلحة بين رفقاء الدرب وأبناء الوطن الواحد بين حين وآخر لكن مع ذلك ظلت عجلة البناء والتنمية والنهوض الإقتصادي والعلمي مستمرة وشهد البلد تحسناً ملموساً في العديد من الجوانب المعيشية اللازمة لحياته وحظي بما يطمح إليه من أمآل وتطلعات بنسبة كبيرة نوعاً ما مقارنة بما كان عليه إبان مرحلة الإستعمار البريطاني.

الجدير بالذكر أن ماشهدته البلد من أحداث منذ مطلع عام 2015م ومابعده والى يومنا هذا تعتبر في غالبها إنتكاس مؤسف لمسار الثورة وردة واضحة عن مبادئها وقيمها ومستهل تلك الأحداث تمثل بالإنقلاب المليشاوي الحوثي على السلطة الشرعية في العاصمة صنعاء ومن ثم تمدد تلك المليشيات وسيطرتها على أغلب محافظات الجمهورية بما فيها المحافظات الجنوبية والعاصمة الإقتصادية عدن وهو ما إستدعى الرئيس عبدربه منصور لطلب مساعدة الأخوة الأشقاء العرب لإنهاء ذلك الإنقلاب والقضاء على مليشياته الحوثية ذات التوجه الشيعي الرافضي والمدعومة من إيران، وقد إستبشر اليمنيون خيراً بتلك الهبة التي تبناها الأشقاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة وماكان يدور في خلد أي مواطن من أبناء هذا البلد أن يخرج بعض أطراف هذا التحالف عن أهداف المشروع الذي أستدعي من أجله ويتبنى مشاريع أخرى خاصة به تصادم إرادة الشعب اليمني وتطعن في سيادته وإستقلاله وتضعف من مكانة حكومته الشرعية وتلقص دورها وصلاحياتها من خلال سعيها لفرض السيطرة على بعض أراضي الدولة ومصادر ثرواتها وموارها الطبيعية وليس هذا فحسب بل وتبني تشكيل مليشيات وأجهزة أمنية وعسكرية خارجة عن سلطة الدولة ومن ثم دعمها وتشجيعها على الإنقلاب على السلطة الشرعية والإستيلاء على مؤسسات الدولة وإزاحة مسئولي وقيادة تلك المؤسسات بإستخدام قوة السلاح وبطريقة همجية لاتراعي أي قواعد أو نظم، وهو الأمر الذي قذف بالبلد إلى قاع أزمة سياسية أخرى إضافية الى جانب أزمته الأساسية التي يواجهها منذ عام 2015م وصرف جانب من جهود وإمكانيات الدولة المتواضعة عن المسار الذي ينبغي أن تسخر لها والموجهة نحو المليشيات الحوثية بهدف القضاء على مشروعها الإنقلابي الرافضي الإيراني.

وأننا ومن خلال هذه المقالة نتوجه بالنداء لقيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ونطالبها بالإلتزام بأهداف التحالف في اليمن والعمل على إيقاف تلك التصرفات والأعمال الغير مشروعة التي تمارسها بعض الأطراف تحت مظلة التحالف والعمل بمصداقية لمساندة الحكومة الشرعية في القضاء على كل القوى الإنقلابية والخارجة عليها في شمال اليمن أو في جنوبه .

التحالف الوطني للقوى الإجتماعية
الشيخ وليد بن ناصر الفضلي