حوارات وتحقيقات

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2019 - الساعة 06:07 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/محمد مرشد عقابي

يعتاد الروافض الغلاة على الاحتفال في يوم 18من شهر ذي الحجة كل عام بما يسمونه عيد الغدير ويزعمون أن في هذا اليوم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ابن ابي طالب بالخلافة في مكان يدعى غدير خم، وانه أعلن هذا على ملأ من صحابته، وهذه العقيدة تنسب إلى غلاة الشيعة من الأثني عشرية والجعفرية وغيرهم، فمن يقرأ كتب الزيدية يعلم يقيناً أن مذهب الإمام زيد رضي الله عنه يقوم على أساس صحة خلافة الصحابيان الجليلان أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وبهذا كانت الزيدية أقرب فرق الشيعة إلى السنة في هذا الجانب، ومن هنا ايضاً قررت الزيدية القاعدة المشهورة يصح ولأية المفضول مع وجود الفاضل في إشارة إلى صحة خلافة الصحابيان الجليلان ابي بكر وعمر بل إن سبب تميز الإمام زيد عن الرافضة الغلاة هو تعظيمه لشأن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ورفضه الوقوع فيهما لما طلب ذلك منه غلاة أصحابه وقد دفع بحياته ثمناً لهذا الرأي بعد أن تخلى عنه الرافضة، استمرت عقيدة الزيدية على هذا فلم يؤثر عن أحد منهم أنه احتفل بعيد الغدير، حيث لم يحتفل به زيد بن علي ولا احتفل به آباؤه من قبله علي والحسن والحسين وزين العابدين ولا من عاصره مثل محمد الباقر وجعفر الصادق ولا من بعده أحمد بن عيسى حفيد زيد ولا القاسم بن إبراهيم او الهادي حفيد القاسم وأبناؤه الذين حكموا اليمن آلاف السنين حتى القاسم بن محمد مؤسس الدولة القاسمية في القرن الحادي عشر الهجري، لذلك من غير الصحيح ان ينسب عيد الغدير إلى مذهب الزيدية وهذه الزيدية خلال ألف عام لم تعرفه ولا دعت إليه، قد يتسائل البعض كيف دخلت هذه الفرية إلى اليمن فنقول انها دخلت عبر القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري في عهد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد في القرن الحادي عشر الهجري جاء به من مصر أثناء حكم الدولة الفاطمية لمصر آنذاك واستطاع إقناع المتوكل على الله إسماعيل بفعل ذلك فهو مذهب دخيل لا علاقة له بالمذهب الزيدي لا من قريب ولا من بعيد، ومن ادعى أن أحد أئمة المذهب أو المحصلين أو المذاكرين له قول بمشروعية عيد الغدير فليأتنا به وله مهلة من يومنا ليوم الدين، كما قد يتسائل الكثيرين عن طبيعة قصة يوم الغدير فالجواب كما جاء في كتب التاريخ الإسلامي ذكرها ابن كثير في البداية وغيره انه لما أقبل علي رضي الله عنه من اليمن ليلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تعجل إلى رسول الله واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسى كل رجل من القوم حلة من البزّ الذي كان مع علي فلما دنا الجيش خرج علي رضي الله عنه ليلقاهم فإذا عليهم الحلل فقال : ويلك ما هذا، فاجاب : كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، فقال ويلك انزع قبل أن ينتهي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فانتزع الحلل من الناس فردها في البزّ وعنّف الذي استخلفه ولآمه على ما فعل فأظهر الجيش التذمر والشكوى واختلفوا معه وتوعدوه أن يخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقوه من الغلظة والشدة ففشت القالة في علي رضي الله عنه وأكثروا من الكلام عليه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول بريدة : لما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير وقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه، وقام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا علياً فوالله إنه لأخشى في ذات الله من أن يشكي، وكانت هذه الخطبة في مكان يجتمع فيه الماء يسمى (غدير خُم) بين مكة والمدينة ولهذا اشتهرت القصة باسم غدير خُم، فقام غلاة الشيعة وصاغوا الأساطير الكثيرة في هذا الشأن وقالوا إن الأمر لم يقتصر على هذا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن خلافة علياً بعده وأمر الصحابة بأن يبايعوه وعاهدهم على ذلك وسموا علياً لهذا السبب وصياً وجعلوا الولأية والوصاية له من أصول الإسلام التي لا يصح إسلام إنسان إلا بها، فكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وعلى عباد الله المؤمنين، وهنا نضع هذه الأسئلة أمام كل عاقل رشيد من هذه الفئات ينشد الحق ويطلبه نقول لهم ما دامت الولأية بهذه الأهمية عندكم فلمَ لم تنزل فيها آية صريحة؟ ولماذا لم تذكر هذه البيعة في القرآن مع أنه قد ذكرت بيعة أقل شأنا منها وهي بيعة الرضوان؟لماذا لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ياهؤلاء البيعة لعلي وهو في مكة ولا زال حجاج بيت الله من كل أرجاء الجزيرة العربية موجودين بل تأخر في هذا البلاغ حتى غادر الحجاج وعاد من مكة وابتعد عنها ووصل إلى غدير خم الذي يبعد عن مكة 160كم؟ لماذا لم يذكر علي رضي الله عنه عهد النبي صلى الله عليه وسلم له بالخلافة ولم يذكر ذلك في خطبة له قط مع كثرتها ومع وجود الحاجة إلى ذلك؟ وإذا كانت الإمامة نصاً في علي وأولاده من بعده فلماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص عليه من الله تبارك وتعالى بحسب زعمكم؟ ولماذا مدحه النبي صلى الله عليه وسلم على فعله هذا وسماه بالسيد؟ ولماذا بايع علي وأولاده أبا بكر وعمر وعثمان وهم يعلمون أن الله قد جعل الخلافة فيهم وهل عصوا الله بفعلهم هذا؟ وهل خانوا الأمانة بذلك؟ حاشا وكلا؟!لماذا لم يذكر أحد من الصحابة هذه الولأية وهم عشرات الآلاف؟ وهل يعقل أنهم جميعاً بدون إستثناء قد نسوا ذلك؟ أو تواطئوا على كتمانه؟ ولماذا لم يذكر أحد ذلك لا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يوم السقيفة الذى تمسك فيه المهاجرون بأحقيتهم في الخلافة وتمسك الأنصار بذلك ولم يذكر أحدهم حديث غدير خم ولا غيره بما في ذلك الامام علي وآل البيت؟ لماذا لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الولاية بلفظ صريح بأن يقول أنت الخليفة من بعدي أو نحو ذلك ما دآمت بهذه الأهمية بل يلجأ إلى لفظ محتمل وهو أفصح من نطق بالضاد؟ فيكون سبباً في كل هذا الخلاف في الأمة؟ لماذا لم يخرج علي على أبي بكر وعمر ما دآم يملك النص بخلافته من الله؟ وهل كان جباناً فلم يفعل ذلك؟ ولماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية؟ مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة؟ والأهم من هذا وذاك كيف يوافق الإمام علي بأمر التحكيم بينه وبين معاوية ما دآمت ولأيته بأمر الله وركن من أركان الإسلام أليس هذا عصيان لأمر الله؟كيف يقبل علي أن يزوج ابنته من عمر وهو مخالف لأمر الله وعاص له باغتصاب الخلافة منه؟ كما يزعمون؟! فما دآم يوم الغدير بهذه الأهمية عند هؤلاء الروافض فلماذا لم يحتفل به النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو يأمر بذلك؟ ولماذا لم يحتفل به الصحابة؟ بل لماذا لم يحتفل به علي ابن ابي طالب نفسه وأهل بيته؟ وأما السؤال الأعجب من هذا كله فلماذا أصلاً يحيي الشيعة أنفسهم هذا الأمر ما دأم أن علياً رضي الله عنه قد توفي وتوفي أولاده وذريته الاثناء عشر الذين يزعمون أن الإمامة فيهم؟ أليست هذه خزعبلات ومحاولة يائسة لإيغار الصدور ونشر الخلاف المذهبي والعقائدي والديني وزرع الفتنة؟ وأسلوب فاشل للوصول إلى السلطة باستخدام هذه الطرق الاستعلائية والعرقية الملتوية، فهل منكم يا ايها الشيعة من رجلاً رشيد يخرج ليزيل هذه العتمة ويصدح بقول الحق وينهى عن الباطل.