حوارات وتحقيقات

الجمعة - 12 يوليه 2019 - الساعة 12:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/عبدالاله عميران

اولاً: في الاسبوع الماضي اختتم المخيم الطبي الجراحي الأول في مستشفى الرازي في محافظة أبين، حيث استفاد من هذا المخيم عشرات النازحين والمواطنين، وكان المخيم ناجح بكل المقاييس بشهادة المواطنين أنفسهم. لكن لم يذكر ذلك الإنجاز والشيء الرائع إلا عدد قليل من الإعلاميين وكانوا بعدد أصابع اليد الواحدة، لأن معظمهم تعوّد على الإنتقاد والهدم.

صحيح أن هناك سلبيات كثيرة في مستشفى الرازي، ولكن للأمانة أن المخيم الجراحي شيء رائع، وكان من الأحرى على الأخوة المنتقدين أن يسخروا أقلامهم للإشادة به، كما سخروها لإنتقاده وربما يكون هو البوابة لإنتشال المستشفى مما هو فيه وعودته الى سابق عهده.

ثانياً: مؤسسة المياة والصرف الصحي من أنشط المؤسسات في محافظة أبين، وذلك بعملها الدؤوب سواء في السلم أو الحرب، وبقيادتها النبيلة ممثلة بمديرها / صالح بلعيدي، ولا يحتاج لشهادتي فالجميع يلاحظ ذلك.

فسنوات على عمل هذه المؤسسة والتي نعتبرها من اهم المؤسسات، ولكن لم يشد أحد من الإعلاميين بدورها إلا القليل. والسبب أن أعينهم أعين ذباب.

ثالثا: صندوق النظافة والتحسين في محافظة أبين كان وإلى فترة وجيزة كل يوم هو في شأن، الى أن تولت المهام قيادة شابة ممثلة بالأخ/ اسامة الموقري، والذي حاول ويحاول دائما أن ينتشل هذه الصندوق من تحت الركام، بل وأنه يعمل احيانا خارج اطار الصندوق لترقيع اخطاء إدارات ومؤسسات أخرى، فكسب محبة الجميع من عمال ومواطنين، وهو الان يحاول جاهدا ربط علاقات مع جهات تعيد لصندوق هيبته ولمحافظة أبين جمالها ورونقها.

وفي الأسبوع الماضي قامت أحدى المنظمات بتسليم الصندوق بضع عشر من صناديق النفايات بعد جهد جهيد من الأخ مدير الصندوق في التواصل معهم والسعي خلفهم من اجل محافظة أبين، ولكن لم يسلط احد من الإعلاميين الضوء إلا قلة وربما لا أحد. لماذا؟! لأن أعينهم أعين ذباب.

رابعا: الأمن في محافظة أبين في أفضل أحواله بفضل من الله ثم بفضل الرجال الميامين، بعد أن كان الواحد منا قبل برهة من الزمان لا يأمن على نفسه أن يخرج من بيته بعد الساعة العاشرة ليلا، ناهيك عن اشياء أخرى تحدث بسبب الإنفلات الأمني.

لكن أعيننا أعين ذباب لم نلاحظ ذلك.

خامساً وسادساً... الى ما لا نهاية.

هذا هو حال الإعلاميون والكتّاب وأنا واحد منهم، أننا نرى بعين الذبابة، فلا تحط أعيننا إلا على الشيء النتن، فنبدع في انتقاده وتتفنن كلماتنا في العبث بمجرياته.

ليس الإنتقاد إن كان بنّاء عيبا، بل هو شيء أساسيا في الإصلاح، لكن العيب أن لا نعطي كل شيء حقه. فكما أننا ننتقد علينا أيضا نشكر.

ستقول لي كيف نشكرهم وهو عملهم وواجب أن يقوموا به، فسوف أقول لك "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" وشكرك لهم ربما يحفزهم أكثر وأكثر في الإبداع في العمل، ولربما شعر المقصرون بنقص في أنفسهم وحاولوا الوصول إلى درجة المدح والشكر كما وصل إليه أقرانهم المخلصون والمتفانون.

صحيح تولّد عند المجتمع والإعلاميين أنك إذا قمت بمدح فلان فأنك تقوم بالتطبيل له وهذه ثقافة بائسة، فأنا من اكثر المنتقدون لمستشفى الرازي، لكن المخيم نال استحساني ووجب علي شكره، وأنا لا أعرف مدير مؤسسة المياه ولم اجتمع به من قبل لكن عمل المؤسسة أعجيني ووجب علي شكره، والاخ اسامة الموقري اعرفه وجلست معه، وذكره الحسن بين الناس وحسن خلقه والتغيير الحاصل في الصندوق هو من جعلني اشكره، ورجال الأمن جميعا لهم مني احترام واعمالهم يشهد لها من عاش فترة العجاف ووجب علينا شكرهم.

وأقولها لاولئك أصحاب الأقلام المأجورة الذين قالوا لي يوما كم تقاضيت من فلان حتى تكتب له وتمدحه "بأن أقلامنا ليست للبيع ونعرف ما نكتب جيدا" فكما لنا أعين ذباب تقع على النتن، فإن لنا أعين نحل تقع على الشيء الجميل.

وسلامتكم.