حوارات وتحقيقات

الجمعة - 12 أكتوبر 2018 - الساعة 06:12 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_يوسف الحزيبي


- قيل ان الطب ليس سلعة يتجار بها وليس النجاح مالاً وشهرة، الطب هو أن يمنح الطبيب الصحة لكل من يحتاج الصحة بلا قيود ولا شروط" والنجاح هو أن يمنح الناجح ما عنده للآخرين"
- كلية الطب في جامعة عدن اليوم اصبحت مملوكة لشخصيات تستغل حظيظ الطب في بلادنا" وتستقبل الدفع المتقدمه في مجال الطب بكمية هائلة من المتقدمين ويضعونهم امام شروط وبنود يحضعون لها من اجل يستكملوا مشوارهم ويحققوا حلمهم الراجح " ولكن طموح طلابنا الذين تقدموا في مجال الطب تعدوا ذلك الشروط التعسفية بنجاح باهر وتفوق مزدهر "
فما يؤسفني اليوم هو ان فوق كل التعب والجهد الذي بذله الطلاب من اجل تجاوز هذه الشروط التي تصدرها وتديرها قوى مغلغلة في عظم هذه السلطة الحاكمه ( الفاسده) بجامعة عدن" اصبح في مهب الرياح وكأنه حلماً صنعوه في منامهم !

- عندما اعلنت جامعة عدن في العام الماضي عن بدأ استقبال الطلاب في كلية الطب والخضوع لسنة تحضيريه كامله حتئ يتم قبولهم في الطب من سنة اولى لعتبراهم كأطباء للمستقبل القادم !
فكنت حينها استشعر بأن هذه الخطوه عظيمه وهي من اجل الإهتمام الكامل بالطب في هذا المجتمع ومن اجل بناء غداً مشرق بالأمل لمستقبل هؤلاء الطلاب "
إلا انه ومع مرور السنة التحضيرية بالكامل وتخرج الدفعه المتقدمه فيها وجتاز الاغلبية بالنجاح والتفوق" وبعد مرور اياماً من بعد تخرجهم من السنة التحضيرية تم الاعلان عن الذين سيتقدمون لإستكمال ماتبقئ من حلمهم وطموحهم الزاهر"وفي حين ذلك الوقت الذي اتواجد فيه بالعاصمة عدن كنت ذاهباً احد الايام التي مضت من مديرية الشيخ عثمان الى مديرية خور مكسر" ساعياً في حياتي اليوميه التي اقضيها بالعاصمة عدن مساهماً مع اهلها وابنائها الاشاوس في تثبيت امنها واستقرارها ومسانداً لهم في الذود عن كرامتها واستقلالها آملاً في صنع غد افضل ومستقبل مشرق لها ولٱبنائها الذين عانوا صنوفاً من القهر والحرمان وذاقوا مرارة عقودٍ عجاف من التهميش والاقصاء والتدمير الممنهج لقواعد وبنى المجتمع المدني الحي والمزدهر" حينها في ذلك اليوم" اثناء طلوعي الحافلة التي ستنقلني الى مديرية خور مكسر" وإذا بي انظر الى طالبٍ كان يصعد بمعيتي في نفس الحافله التي تنقلني" تظهر عليه ملامح القهر والارهاق كما كانت تعتريه ملامحه الفقر والفاقه والحرمان وبدأت عليه ملامح السخط والغضب "وهو ينظر الى جواله لقراءة المحادثات التي وصلته في ذلك الوقت الى جواله " وفق ذلك اللحظه اثارتني حالة الفضول والدهشه كي اعرف حالة ومعاناة ذلك الطالب المسكين " فقلت له أيا اخي اراك غاضباً هل لك او عليك شيئاً نحن في خدمتك !
ف.قال لي لا يااخي تسلم ولا في عليا اي شيئ لاتهتم !
فراودتني حالة الفضول مره اخرى وقلت له طيب لماذا شكلك غاضباً وقلقاً وهل انت من طلاب التحضيرية في كلية الطب الذين اجتازوا التفوق والنجاح بعد تعديهم خطوة التحضيريه واجتهادهم فيها ؟
فرد عليا بكل سخرية واستهجان اي كلية تتكلم عنها يااخي ؟ وٱي تحضيريه تسألني عنها ارجوك ياعزيزي بٱن لاتوجع قلبي باكراً؟
فقلت له خير يااخي ماذا فيك هل فشلت ام انك متأثراً من ظرفٍ اخر؟
فرد عليا وهو يتكلم وكٱن صوته ممزوجاً بأشد الألم والجراح" وبدٱ يحكي لي عن وضعه العلمي " فقال يااخي اما سمعت عن القرارات التي اتخذت ضدنا في كلية الطب بعد تجاوزنا مرحلة التحضيرية بنجاح مكتمل وفائق ؟
فقلت له لا يااخي تحدث فٱنا سأتركك لتشرح لي قصتك التي جعلتك بهذه الحاله المؤلمه !
فقال ومافائدة الشرح يااخي هل تجد من ينصفنا ؟
فقلت له ابشر ولكن حدثني بكل لديك من جراح وصعوبات انصدمت بها !

فقال بشرك الله بالخير ياعزيزي !
نحن طلاب السنة التحضيريه لكلية الطب " بداية ما اتينا للتسجيل اصدروا قرار بٱول عام يتم فيه تنفيذ السنة التحضيريه بكلية الطب! حينها خضعنا لإمتحان قبول ونجحنا وبدأنا ندرس بداية العام " وستمرينا ونحن نجتهد ونطمح بالمستقبل المشرق الذي نريد ان نكون فيه يوماً كٱطباء لنعالجكم ونهتم برعايتكم الصحيه جميعاً !
ومع تزامن تزامن الاوضاع المرزيه في بلادنا ك.تردي الوضع الاقتصادي ومٱساة الوطن بشكل عام إلا اننا دفعنا اموالاً هائله من اجل ان نحقق طموحنا الذي نسعئ اليه " ثم توقف عن الحديث وبدٱ يتنفس وكأنه يعاني بصعوبه في التنفس "
فقلت له وماذا بعد يااخي ؟
فقال عندما انتهت السنة التحضيريه خضعنا لإمتحان قبول مره اخرى ومتحناه ونحن آملين بأن قدراتنا وميولنا في مجال الطب ستجعلنا نبتسم في بداية العام القادم حين نصبح كأطباء في سنة اولى!
ولكن تفاجأنا اليوم بقرارات تعسفيه في القبول بعد التحضيريه وهي اطاحت بكل مجهودنا الذي سبق ورمتنا الى المجهول"
فأدهشني بذلك وقلت له ماهي القرارات ياعزيزي؟

فقال : يا اخي اعلنوا بٱن المقبولين عدد محصور كون الذين درسوا السنه التحضيريه يضاعفون هذا العدد بأضعاف عديده وتم القبول بهذا العدد اصحاب الوساطات وقله قليه من الذين نسبهم مكتمله ( عاليه) وبعض ممن لديهم المال والدعم المادي "!
فقلت له وكم كانت اقل نسبة من الذين تم رميهم الى طريقٍ مجهول ؟
فقال لي يااخي جميعنا تفوقنا في السنة التحضرية وخصعنا لاكثر من امتحان وتفوقنا واغلب نسبنا جيد جيداً من ممن ارهقتهم قرارات التعسف في الكلية ورمتهم الى المجهول!

فقلت له اهذا كله حاصلاً فيكم!
فرد عليا صحياً يااخي فنحن الان لانستطيع ان ندخل اي كلية اخرى اونقبل بمعدلاتنا التي تخرجنا بها بنسب موفقة ومزدهره "
لقد طاح مستقبلنا واغلقت علينا كل النوافذ والابواب ونسدت علينا كل الطرق والجسور التي نقطعها من اجل ان نصل الى طموحنا ونحصل على مستقبلنا الذي ابذلت كل مجهوداتنا من اجله !
فقلت له لاتقلق يااخي شكلوا مندوبين لكم وتحاورا مع عمداء الكليه والجامعه بشكل عام وان لم يستجيبوا لكم سنقف معكم وسنكون منكم وفيكم ولن يذهب حلمكم الذي اجتهدتم من اجله سدا!
فقال :
يااخي لنا اسبوعاً كاملاً ونحن نحتج امام الكلية وذهبنا الى رئاسة الجامعه وتحاورنا معهم ولكنهم وضعونا امام علامة استفهام لم يعطونا اي حلول تضمن مستقلبنا !
اقولها لك بالصراحه يااخي ان الجامعه اليوم اصبحت مصدر رزق لكل مسؤول فيها إلا من رحم الله " واصبح القبول في الكليات بالوساطات والدعم المادي! اما بالنسبه لكلمة امتحان قبول اوسنة تحضيري او ماشابه ذلك فهذه البنود وضعت من اجل التعجيز وتبرير مواقفهم حين يتم قبول الاشخاص المخصوصين " وليست من اجل معرفة جهود الطالب ونتيجته كما كنا نعلم حين دخلنا مستبشرين بٱننا سنبني طموحنا بقدراتنا الذي نمتلكها في مجال التعليم وخاصة في المجال الذي دخلنا فيه " بالمختصر ياصديقي لن نجد الحق والعدل بأي موضعٍ كان الا اذا تم ازالة كبار الدوله الفاسدين وقمع كل حثالاتهم في كل مكان بهذا الوطن !
فنحن سنواصل احتجاجنا حتى يتم انصافنا سواء من الجهات المسؤوله او المجتمع او اي جهه كانت لإن رضانا بمثل هذه القرارات سيجعلنا في زاويه مجهوله ويعيقنا في بناء مستقبلنا وعن طموحنا على مدى الزمن!

هنا قلت له انا سوف انزل هنا يا اخي استودعك الله!
فما قلته لي جعلني اصاب بالصدمه والذهول وحريَّ بي ان احمل بكل حرف من كلامك محمل الجد فالفساد واجب علينا ازلته ومن يوم غداً انا سٱكون معكم في وقفاتكم اليوميه فاليوم بكم وغداً بنا "'
تقبل تحياتي يااخي !