أخبار أبين

الأربعاء - 08 مايو 2024 - الساعة 08:25 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/حسن الكنزلي


في أرض أبين الصامدة، حيث الحرمان لم يعد غريباً، وقفت مديريتا خنفر وزنجبار شامختين رغم الأعاصير. تلك الأرض التي عانت من ظلم نظام عفاش وفساد أتباعه، ولم تجد من ورثة نظامه إلا الإهمال والتجاهل. لكن في ظل هذا الواقع المؤلم، بزغ نجم المهندس صالح بلعيدي-مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي م/ أبين، الذي بمهارته وتفانيه، استطاع أن يحول دفة إدارة مياه أبين من الخراب إلى الإزدهار.

تحت إدارته، تحولت أزمة المياه إلى ذكرى من الماضي، ولم يعد العطش يهدد حياة المواطنين إلا عندما تخذلهم الكهرباء. وحتى هذه العقبة، وجد لها بلعيدي حلاً يليق بإرادة أبين وعزيمتها. لكن النجاح يثير الحسد، ولم يطق الفاسدون في عدن رؤية هذا الإنجاز يتفتح، فسعوا لنسفه والاستيلاء عليه، محاولين سرقة ثمار جهود بلعيدي ليغطوا على فشلهم الذريع بعدن.

لم يكن الأمر مجرد استقالة، بل كانت معركة بين الحق والباطل، بين النزاهة والفساد. وفي هذه المعركة، اختار بلعيدي أن يكون صوت الحق، رافضاً أن يكون شريكاً في الفساد. أراد الفاسدون أن يحرموا أبين من نجاحها، وأن ينقلوا هذا النجاح إلى عدن، لكنهم لم يدركوا أن النجاح لا يُسرق، وأن الزيف لا يدوم.

الآن، يقف أبناء أبين أمام مفترق طرق؛ فإما أن يقفوا صفاً واحداً دفاعاً عن حقهم في الحفاظ على ما تحقق من إنجازات هذا المهندس، وإما أن يستسلموا للفشل الذي يحاول البعض فرضه عليهم. الوقت قد حان ليثبتوا أنهم ليسوا مجرد صدى لأصوات الفشل، بل هم أصحاب قضية ومبدإ.

وفي هذه اللحظة الفارقة، يجب على الأقلام الحرة أن تتحدث، أن تكون صوت الحقيقة والعدالة. فإن لم تفعل، فإنها تشارك في الفساد بصمتها، وتخون ثقة الشعب الذي ينتظر منها أن تكون الضمير اليقظ. فليكن كل قلم حر هو السيف الذي يدافع عن حقوق أبين وأبنائها.
ودمتم سالمين ولا سلم الله الفاسدين!