مقالات وآراء

الأحد - 28 أبريل 2024 - الساعة 08:02 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_عبود الحربي

الموتى من البشر نوعان النوع الأول مستراح ومعنى ذلك انه استراح من الدنيا ونصبها وتعبها وهمومها وغمومها إلى حياة افضل وهذا حال الصالحين والنوع الأخر مستراح منه وهو الشخص الذي يستريح الناس من موته لفساده في الأرض وفجوره ومخالفته شرع الله الحق ومما يذكر أن جنازة مرت أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول ألله : من المستريح ومن المستراح منه؟ قال: المستريح هو العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا والمستراح منه العبد الفاجر يستريح منه العباد والدواب والشجر "رواه البخاري.

ومما يروى في السير ان المؤمنين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بهلاك رؤوس الكفر من صناديد قريش بعد انتصارهم في غزوة بدر الكبرى ومن شدة الفرح فقد سجد ابا بكر الصديق رضي الله عنه شكرا لله عندما علم بمقتل مسيلمة الكذاب مدعي النبوة والقصص في هذا الجانب كثيرة ومسطرة في بطون الكتب والمرويات المتقدمة والسبب ان هلاك الظالمين في الحقيقة رحمة من الله للناس وهناك فرق بين الشماته والفرح فالشماتة بموت فلان وعلان من الناس خطأ حيث وان الموت والفناء مكتوب على كل المخلوقات وأما الفرح بموت اعداء الإسلام واعداء السنة والظلمة والفجرة والمنحرفين من الضلال عن المنهج النبوي الصحيح هو في الواقع فرح بموت وإنقطاع شرهم وظلالهم وفسادهم في الأرض وليس لأن الله كتب عليهم الموت فالموت حقيقة ثابتة ليس بها جدال وهو امر الله الحق الذي لا مفر منه لكبير او صغير لذكر او أنثى لصالح او لطالح.

ربما يستنكر البعض من الناس مثل هذا الطرح وهو مشروعية الفرح بموت الظالمين مستدلين بحديث" اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم "ولكن استنكارهم هذا ليس في موضعه وهذا الحديث ضعيف ضعفه بعض اهل العلم من المحدثين ومختلف حول صحته وحتى على فرضية انه صحيح فذكر محاسن الموتى من المسلمين لايكون إلا للصالحين الذين يخافون الله ويرجون لقاءه ولم يعرف عنهم الفساد الديني او الفساد الفكري وغير ذلك من انواع الفساد ولم يكونوا سببا للفتن بين المسلمين وسفك دمائهم ونهب أموالهم وتسليط الأعداء عليهم.

ان المؤمن الحقيقي المستريح من الدنيا هو ذلك العبد الصالح الذي ركل الدنيا بقدميه وسار على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم ولم يغير او يبدل ولم يحرف او ينحرف على الخط المستقيم الذي خطه صلى الله عليه وسلم ولم يتناقض في أقواله وافعاله ولم يوظف الدين للأغراض الدنيوية والسياسية بالتحديد ولم يتسبب بأذى للآخرين ولم يعمل على تفريق صفوف المسلمين إلى شيع واحزاب متناحرة ولم يدعوا للأفكار الهدامة بين الشباب والعوام وغير ذلك من الأمور التي يعرفها القاصي والداني.

خلاصة الموضوع ان المؤمن يحزن لموت الصالحين وفي نفس الوقت يفرح لهلاك المفسدين ولذلك لم يكتفي العلماء المعتبرين في الماضي والحاضر من التحذير من دعاة الفتن والضلال ولكن كانوا يفرحون بهلاكهم ويروي الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء [9/435] ان سلمة بن شبيب قال كنت عند عبد الرزاق" يعني بذلك الإمام الصنعاني رحمه الله "فجاءنا خبر موت عبد المجيد فقال:" الحمد لله الذي أراح امة محمد من عبد المجيد وعبد المجيد هذا هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد وكان رأس من رؤوس دعاة الإرجاء في عصره،
_____________________