أخبار محلية

الثلاثاء - 24 يوليه 2018 - الساعة 10:23 م بتوقيت اليمن ،،،

د/حسين لشعن

الوطن العدنية / خاص

روى الدكتور حسين لشعن تفاصيل مؤثرة لحادثة انتحار ابن شقيقه يدعى ناصر ويبلغ من العمر 11 عاما بعدن في مطلع شهر يوليو من العام الجاري.

وجاء ذلك في مقال نشره وفيما يلي نصه :


ـــ فاااجعة ـــ

في مساء السادس من يوليو 2018 م وبينما كنا نحتفل بمراسيم زواج ابن خالتي في منزلنا المتواضع إلا واسمع صيحات نساء من اتجاه منزلنا مما دفعني للهروله انا واقاربي باتجاه مصدر الصوت نعم لقد كان الصياح من منزلنا وانا كنت اول الداخلين حيث رأيت أخواتي يصيحين ويبكين ويقولين كلام لم أفهم منه إلا كلمة ناصر وهن يشيرين إلى حظيرة الأغنام واذا بي أدخل مسرعاً لأرى منظرا لم يكن في خيالي أن أرى مثله داخل بيتنا رأيت أمرا هز شعوري وزلزل كياني رأيت ناصر الطفل البريئ ذو الاحدى عشر ربيعا مشنوقا ودارت في ذهني كل الاسئلة التي يمكن أن تخطر ببال محقق. ..لماذا فعلت هكذا؟ وما الذي دفعك لهذا الفعل؟ ومتى أصدرت حكمك؟ ومتى اخترت هذا المكان لتنهي حياتك فيه؟ وهل هذة هي محاولتك الأولى؟ هل قصرنا معك؟ولماذا اخترت هذا الحكم القاسي؟ وبينما تتبادر إلى ذهني كل هذة الأسئلة. .إلا ان حكمي عليه انه قد فارق الحياة كان نهائي إلا أنني انطلقت مسرعاً لاصعد تلك السلالم وارفع ذلك الجسد الطفولي لاخلصه من ذلك الحبل لتتلقاه عدة أيادي ولوا به مسرعين إلى سيارة قريبي لعلنا ننقذه اذا مازال له أمل في الحياة، كنا اربعه في السيارة انا وسالم ابن خالي صاحب السيارة وأخوه وضاح وأحمد أخي والد ناصر انطلقت السيارة مسرعة تسابق الريح ومآذن المساجد ينطلق منها صوت اذآن المغرب ونحن كمسعفين كأننا نحاول إدراك صلاة المغرب، حاولت أثناء ذلك أن أقوم بعملية تنفس صناعي لكن دون فائدة ومع وصولنا بوابة مستوصف السلام ونحن حاملين جثة هامدة لطفل أصدر حكمه ونفذه غير مكثرت لعواطفنا وما سيصيبنا من بعد فعلته هذة، قامت الدكتورة بفحص جثمانة لتعلن مالم نستطع البوح به لأخي أحمد الذي كان يحاول الضغط على صدر ابنه لعله يحدث أمرا كنت استرق النظرات لأرى أخي وهو يكرر المحاولات لإنقاذ ولده لقد كانت لحظات حزينه جداً يصعب علي نسيانها.
لقد كانت الاتصالات تتوالى عليه وكنت ارد عليها إلا أنني كنت لا أفهم ماذا يقولون لقد اختلط كلامهم ببكائهم إلا أنني كنت أقول ناصر مات ناصرمات
ناصر مات
عفواً يا ولدي
عفواً أيها الصغير لأنني كنت اعاملك كطفل يصبح يتلو القران ويكرره بصوته الجميل استعدادا لتلاوته أمام أستاذه في مسجد الحي كم كان يسعدني عندما يخبرني انه أدى انشودة حماسية في الطابور المدرسي نالت إعجاب الطلاب قبل المدرسين لم يخطر بفكري أنني كنت أتعامل مع القاضي والجلاد في آن واحد ،وأنه يرتب لأمر جلل أصابنا في مقتل.
أسأل الله العظيم بمنه وكرمه ورحمته أن يبدلك بدار خير من دارنا انه سميعا مجيب.
د/حسين لشعن