مقالات وكتابات


السبت - 04 يناير 2020 - الساعة 09:17 م

كُتب بواسطة : ماهر درهم - ارشيف الكاتب



تعد فترة ولاية الرئيس عبدربه منصور هادي (المنتهية صلاحيته بحسب المبادرة الخليجية) الأسواء من جميع النواحي، فضلا عن الفساد الذي نخر الجسد ومفاصله، لدرجة لم يشهدها التاريخ اليمني منذ عهد سبأ وحمير، وبصورة يومية اعتيادية يمارس الفساد كتحية الصباح، حيث يتم سرقة خزينة الدولة من قبل مافيا الفساد دون رقيب او حسيب فتجد الوزير يصرف مليارات لشراء الولاءات، بينما موظفي وزارته لم يحصلوا على مرتباتهم منذ ٣ أشهر.

وعلى جانب آخر متصل بذات السياق، أكدت تعيينات هادي العبثية انه كلما افسدت، كلما زادت فرصتك في البقاء في منصبك، أو ترقيتك، الاهم انك ماهر في السرقة، وسباح بارع في بحر الفساد والإفساد.

لذا فما وصلنا إليه نحو القاع السحيق، لم يات اعتباطا، بل سببه المباشر الرئيس هادي، صاحب الشخصية الضعيفة التي جعلته (قلم) بيد محرك!

وكي أكون واقعيا، دعوني أتساءل:

ماذا يمكن أن نصف الرئيس الذي تمنعه إحدى الدول الصغيرة من العودة إلى وطنه؟!

هل يستحق هذه الصفة؟!

في يقيني أنه لا يستحق أي احترام من شعبه مهما كان المبرر الذي يسوقه من هم حوله، والذين يدعون أن التحالف يريد سقطرى وعدن مقابل عودته! إن كان ذلك صحيحا، فلماذا لا يمتلك الشجاعة و يصارح شعبه بالحقيقة؟! لماذا لا ينهي دور التحالف، الذي ثبت فشله، وفشل أمام جماعة الحوثي، وانتصر على المواطن المغلوب والمهدود حيله، خاصة وأن هادي، هو من استنجد وصرخ بملء فيه كما تقول دول التحالف العربي (بغض النظر عن حقيقة ذلك)؟!.

أعود واتساءل مجددا:

لماذا تراجع هادي عن قرار استقالته من منصبه بعد تضييق الخناق عليه من قبل الحوثيين في صنعاء، وادخل البلد في حرب ضروس دمرت ما تبقى من أنقاض الدولة، ولم يكتف بذلك، بل واصل فيه لتجزئة البلد المجزئ اصلا، وكأنه يرفع شعار: أنا ومن بعدي الطوفان.

الحديث عن هادي وضعفه وهوانه، يجعلنا نرجع للوراء قليلا، ونحاول تشبيهه بسلفه الرئيس صالح، ومنذ أول وهلة تظهر النتيجة وان اختلفنا بشأنها في اليمن يحتاج رجل بشخصية صالح، رجل قوي وشجاع لا يهاب احد، رجل كبير بحجم اليمن الكبير صاحب الحضارة والتاريخ.

ولأن الحديث أعلاه يجري حول ضعف هيبة الدولة، والفساد المستشري بشكل غير مسبوق، وكي لانحمل فوق ظهر هادي كل الموبقات، فإن ما أقدمت عليه يوم امس الأول القوة التابعة للمجلس الانتقالي وفي جنح الظلام من اقتحام ميناء عدن وسرقة ٤ حاويات في داخلها ١٨ مليار ريال، حاول الانتقالي تمرير اللعبة المكشوفة والمفضوحة ولزم الصمت، بل أصدر تهديداته مصحوبة بشتائم لمن نشر الخبر وتكذيبه، ولأنه يعلم أن حبل الكذب قصير، وخاصة بعد تسرب الخبر لكثير من المواقع الإلكترونية، عاد لإصدار بيان هزيل يعترف بجريمته النكراء، ويعزوها بعذر أقبح من ذنب، بانه "احتفظ بالفلوس حتى لا تعود إلى الشرعية"!.

من هنا نقول للانتقاليين:

هذه الأموال موجودة في حاويات الميناء منذ عامين، فلماذا تم تهريبها وسرقتها في هذا الوقت بالذات؟!.

لماذا تم الانقضاض عليها بعد انقطاع رواتب قوات الانتقالي منذ ٣ أشهر؟! ثم لماذا تمت العملية ليلا، وهو سؤال يدحض مزاعم (الانتقالي) التي أوردها في بيانها، وتأكيده على أنه اخذ تلك الأموال، حتى لا يتم السطو عليها من قبل الشرعية.

الانتقالي أيضا مارس دور الطفل الفرح بلعبته وهو يلهو بها، فقد قام بتسليم تلك الأموال إلى طرف التحالف الأقوى (السعودية)، والمتحكم بأمور اللعبة جنوبا، بعد انسحاب الإمارات، ومن الطبيعي، و ببلاهة فإن اللاعب الجديد سيعيد المبالغ إلى خزينة الشرعية، فعلى من تضحكون؟!، بل جعلتم من أنفسكم أضحوكة!.

هذه (السقطة) والسرقة أيضا اسقطت ورقة التوت التي كان الانتقالي يغطي بها عورته، وإيهام المساكين إنه يسعى لقيام دولة النظام والقانون، وأنه حامي حمى مصالح الشعب.

ببساطة، وبعيدا عن الاستغباء الذي درج عليه الانتقالي وحاشيته فهذا العمل لا يقوم به سوى اللصوص وقطاع الطرق، ومن المضحك المبكي ان من يدعي إنه الرئيس يقوم بسرقة إيرادات دولته وشعبه.

الحقيقة الواضحة من كل ما ذكر سابقا ان الشعب وقع بين مطرقة الشرعية في (الرياض)، وسندان، الانتقالي في عدن، ويطحنونه طحنا بفساد غاشم فاق المعقول والمقبول.