مقالات وكتابات


السبت - 04 يناير 2020 - الساعة 07:50 م

كُتب بواسطة : عزيز طارش سعدان - ارشيف الكاتب



الأستاذ أحمد: السلام عليكم اليوم إن شاء الله نبدأ اليوم درسنا الرابع بسم الله.

إن الحكومات أو الدويلات في الأمة الإسلامية بعيدة كل البعد من الدين، لأنها حكومات توصف بالغموض المطلق ولا تثق بالذكاء الإنساني ولا تأنس إليه، وتعادي رواد الخير والحرية والفكر والإصلاح، وتصفهم بأنهم أعداء لله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدعوى أنهم يبعدون الدين عن المجتمع، وهي حكومات تتردى في غرور مقدس لا تقبل النصيحة ولا التوجيه، وهي تسقط في الوحدانية المطلقة التي تدفعها إلى محاربة أي رأي مخالف حتى لو كان سديداً، وهي حكومات جامدة تضيق بكل جديد قاسية ومتوحشة وعاتية. وهذا لا يعني أن المفكرين  قد رجعوا عن معتقداتهم بأن الحكومات الدينية يتبع فيها الفقهاء والمفكرين السلطان ولكن تراجع معظمهم  عن اعتقاده بأن الإسلام يقر هذا النوع من الحكومات، وإن كان التاريخ الإسلامي أو الممارسة السياسية في زمن الإمبراطوريتين الأموية والعباسية قد عرف هذا، وهو ما ذكروه أن الحكومات الدينية المسيحية ابتكرت وسائل التعذيب التي لا تخطر للشيطان نفسه على بال وفي الحكومات الدينية الإسلامية حدثت أهوال مروعة حيث وقعت في خطأين ممنهجيين في هذ الكون ضد البشرية من الحكومات العالمية إن كانت من المسيحية او اليهودية اومن يدعوا بأنهم يحكمون بالإسلام وقد اقترفت الأجهزة السرية باسم الإسلام او اليهودية او المسيحية شتى أنواع التعذيب والتنكيل ولكننا نقول إن الإسلام جاء ليكون قوة في تغيير واقع الأمة الإسلامية والعالم بأسره وقد تمكن العرب في عهد الخلافة الراشدة من تطبيق ذلك المنهج  والان ان للإسلام له القدرة الى تأسيس دولة ونظام عالمي يتماشى مع كل فئات البشرية وقد كان للعرب سابقة في تطبيق ذلك الحكم فإن الإسلام بخصائصه قادر على تمكينهم من ممارسة هذه التجربة بنجاح و نطمح أن يقود الإسلام إلى حكومة عالمية تلتف حول مبادئه الإسلامية. لو نعود الى التراث الفقهي علينا الرجوع الى أقوال المفكرين والفقهاء ونذكر منهم ابن خلدون وأبي حامد الغزالي والماوردي والنسفي والشهرستاني  والأبجي وابن تيمية وابراهيم بن علي الوزير واخية زيد بن علي الوزير وجمال الدين الافغاني وحسن البناء وسيد قطب ووووالخ ولكن  وقبل هذا علينا أن نلجأ إلى تفاسير للآيات القرآنية والأحاديث النبوية ونستخلص  فكر جديد مضاف إلى ما قد وصل له المفكرين والفقهاء من أجل أن ينتهي العالم الى تعمق النظام  الإسلامي دين ودولة، حق وقوة، ثقافة وحضارة، وعبادة وسياسة ونقدم نموذج لتلك الدولة ولعل فترة الخلفاء الراشدين وحكم عمر بن عبدالعزيز، التي هي في نظري روح الدولة المسلمة وضميرها الحي و الذي كان مثالياً في عصرهم وعلى المفكرين أن يضعوا مبادئ عامة للحكم كيف تكون الدولة قدوة على الأسس والمبادئ والشورى والمال وديعة، والحفاظ على وحدة الأمة وسلامتها واجب، ومراعاة مصلحة الأمة في تصرفات الحاكم وسلوكياته ومراعات بقية الديانات الأخرى.

الأستاذ أحمد: والأن نفتح باب النقاش وتعليقاتكم المفيدة لنا ولغيرنا الذين يتابعونا.

عبدالله: فهمنا من هذا الدرس أن الحكومات في الدول العربية والإسلامية غير مؤهلة لقيادة الأمة ولا تفي الأنظمة التابعة لها بنظام الحكم الاسلامي لأنها جاءت وفق النظرية الاستعمارية.

محمد: كل ما أشار إليه أخي عبدالله صحيح وأُضيف إلى ما قاله بأن الحكّام هم في الحقيقة عملاء للاستعمار ومن الضروري أن نوعّي شباب الأمة عن الحكم الإسلامي وفق المنهج النبوي الشريف.

شبيب: الدولة الأموية والعباسية وغيرها من الدول المتعاقبة في الاسلام حكمها ليس وفق المنهج الشريف والذي أُنزل على معلم البشرية صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن بجود الله سوف نُعلم أبناء الأمة الحكم الاسلامي وطريقة إنشائه حتى تكون الشريعة الاسلامية هي المرجع لكل القوانين في الدولة الاسلامية.


بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد