مقالات وكتابات


الجمعة - 13 ديسمبر 2019 - الساعة 07:33 م

كُتب بواسطة : حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب



لطالما تطابقت ارائي ومواقفي مع العبارة الشهيرة التي اطلقها الزعيم الامريكي السابق لونكلن حين قال (لو خيروني بين السلام والصواب لاخترت الصواب) وجعلت منها (اقصد هذه العبارة) اساسا لبناء احكامي واتخاذ قرارتي وتحديد خياراتي ازا مختلف الامور والقضايا والعلاقات الشخصية والاجتماعية سواء تلك التي تخصني وترتبط بحياتي او تلك التي تتعلق بشؤن الاخرين من حولي ,,

وماكنت ابدا لاختار السلام مثلا بديلا عن الحرب في الحالة التي يكون فيها السلام خطئا فادحا قد يلحق بمصالح البلاد ضررا بالغا او قد يصيبها بالانهيار او يتسبب في ضعفها واهدار تضحيات ابناءها وتعطيل اهدافهم وتطلعاتهم ومضيعة حقوقهم وتبديد امالهم وتدمير ممتلكاتهم واستلاب حريتهم واستقلالهم والقضأ على قوتهم وان على المدى البعيد,,,..
ان الصواب كما اراه انما هو التدبير الذي يتفق مع المنهج العقلي والمنطقي للتفكير والاستدلال وهو التصرف العملي الذي لايخالف القوانين والمواثيق والاعراف والمثل والعقائد الانسانية والدينية والاخلاقية ولايناقض مفاهيم العدل وقيم الانصاف والمساواة والحرية البشرية والاستقلال وتحقيق السيادة وهو كل سلوك او رأي او موقف او قرار او فعل يقوم بناءه على مرتكزات صلبة وواضحة ويمتلك من الحجج والمبررات والبراهين الشرعية مايجعله قويا وثابتا امام بقية الخيارات والبدائل الاخرى الممكنة والمتاحة ,
هذا تعريفي للصواب حسب تقديري ووجهة نظري الشخصية ومع ذلك اقول ان الصواب ومثله الخطأ ايضا يبقى مسألة نسبية اعتبارية .. اي ان ماتعتبره انت صوابا قد يكون بالنسبة لغيرك خطئا والعكس صحيح ايضا وقد يقاس كل منهما بالنسبة لوقوعه في فترة زمنية معينة دون اخرى يتكرر خلالها او يكون وقوعه في ظروف واسباب ومقدمات شاذة وغير طبيعية او مرهونا في الحكم عليه بالنتائج التى اسفر عنها وردود الفعل التى ترتبت عليه ..
والصواب الذي يقصده لنكولن في عبارته الشهيرة المشار اليها هنا طبعا هو اي خيار آخر غير خيار السلام عندما يكون القبول بخيار السلام خطئا تاريخيا جسيما قد يتسبب في خراب وطن ودمار شعب وقتل امة..وخاصة حين يستهدف ايقاف نزاع قائم بين الحق والباطل او بين طرفين او اكثر احدهما يحارب ويقدم التضحيات الجسيمة من اجل الاستقلال والحرية واستعادة الدولة فيما الاخر هو الطرف الذي يحتله ...

حافظ الشجيفي