مقالات وكتابات


الجمعة - 06 ديسمبر 2019 - الساعة 07:40 م

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب



عادت الحكومة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن لتسيير الأعمال المتعثرة منذ مغادرتها في شهر أغسطس المنصرم.. كانت عودتها وفق بنود إتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الإنتقالي الجنوبي.. هذه العودة لم تكن عودة حميدة حيث عانى المواطن خلال الأيام الماضية وبالذات في عدن-لحج-أبين من تراجع وعدم إستقرار المنظومة الكهربائية على الرغم أننا في فصل الشتاء والذي تقل فيه الأحمال بصورة كبيرة وذلك بسبب الإستغناء التام عن تشغيل المكيفات نتيجة تحسن الطقس وإعتدال الجو!!

من غير المعقول أن الحكومة أرتضت بالعودة لمزاولة عملها لتؤكد لنا مجدداً فشلها الذريع؟!..فهل يعقل أن تقدم الحكومة على هذه الفعل الغبي والأرعن وتعبث بالكهرباء وتعكنن على المواطن الذي ضاق منها ذرعاً؟!..
لماذا لا يكون هنالك طرف لا يريد للحكومة أن تستقر في عدن لذلك يعمل على تخريب الكهرباء ليتم ربط تلك الأعمال التخريبية بسبب عودة الحكومة الفاشلة!!
لا يستطيع القائمون على أمور الكهرباء الأستمرار في الكذب علينا وخلق التبريرات الواهية لهذا التراجع المفاجئ في توليد الطاقة الكهربائية فلقد أتضح للجميع إن التدهور والتراجع في الكهرباء إنما هي أعمال مدبرة بفعل فاعل حيث يتم العبث بالكهرباء وإستخدامها كورقة ضغط وسلاح رخيص ومبتذل من قبل بعض الأطراف السياسية خلال صراعهم المحموم على النفوذ والسيطرة بهدف الوصول إلى مبتغاهم بشتى الطرق حتى وإن كان ضحية ذلك الفعل المُشين المواطن الغلبان!!
المؤلم في الأمر أن المعاناة من إنقطاع التيار الكهربائي تتزامن مع الأحتفال بالذكرى ال52 للإستقلال الوطني .. أي فرحة وأي إستقلال هذا ونحن بعد أكثر من نصف قرن نفتقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة ومنها الكهرباء.ذلك الأختراع العظيم الذي أصبح متوفر ومتاح لجميع شعوب العالم بإستثناء الشعب اليمني الذي أرجعوه الأنذال إلى عصور الظلام!!

لا أعلم بالضبط لماذا تلجأ الأطراف المتنازعة في شن الحرب الشعواء والقذرة على الخدمات الضرورية الذي يحتاجها المواطن بشدة كالكهرباء؟!..أليس من الأفضل التنافس وبشرف على توفير كل ما يحتاجة المواطن الذي يتصارعون من أجل أن يحكموه؟!
كيف لنا أن نرجو خيراً من الذين كانوا السبب في تعاستنا فالأيادي التي دمرت وخربت الوطن يستحيل لها بأن تبني وتعمر وطن..!!
لذلك علينا أن نغسل أيادينا بالماء ثم بالتراب حتي نستطيع إزالة نجاستهم وأعمالهم الدنيئة التي يمارسونها ضد المواطن..
في وجود هؤلاء المرتزقة عديمو الرحمة علينا بأن لا نحلم في تحسن وضع الكهرباء وباقي الخدمات الأخرى..في ظل وجود المماحكات السياسية لا ينبغي علينا بأن نتفاءل بوطن مستقر وخالي من النزاعات والصرعات.إن العمل على عرقلة وتعثر الكهرباء من خلال إتباع الأساليب الشيطانية الرخيصة كرخص من يفعلها تؤكد بما لا يدع مجالاً لشك بأن من يستخدمها كسلاح لإفشال غرمائه الأخرين يكون بهذا الفعل القبيح قد وصل إلى مرحلة متأخرة من الإفلاس الأخلاقي والإنساني قبل إفلاسه السياسي ومن كان يعتقد إن تلك الأعمال تندرج ضمن الدهاء والحنكة السياسية فبئس ما يعتقد!!

ارجوكم بأن تصفوا حساباتكم التي لا تنتهي بعيداً عن المواطن فلقد أتعبتموه بمغامراتكم الطائشة ونزواتكم الصبيانية..أتركوه يعيش بهدوء ولن أقول بسلام فالذي أعتاد حمل السلاح يستحيل بأن يحمل في يده الزهور.. لقد أصبحت الكثير من الأيادي في اليمن تحمل معاول الهدم وليس البناء!!
لا يمكن أن نتقبل هذا الوضع المتردي والمزري الذي وصلت إليه الكهرباء وخصوصاً في المحافظات الجنوبية المحررة فلا يعقل أنه وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على دحر قوات الحوثي الغازية من أرض الجنوب وأزمة الكهرباء تزداد تفاقماً يقابلها صمت مطبق من الحكومة الشرعية وتجاهل تام من دول التحالف العربي الذي يغض الطرف متعمداً..فهل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي لا يعرفون حجم المعاناة التي يعانيها المواطن من جراء تدهور الكهرباء؟!..أنا لا أعتقد ذلك!!