مقالات وكتابات


الجمعة - 22 نوفمبر 2019 - الساعة 07:13 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


الشرعية ترهلت، وشاخت، وتساقطت أسنانها، فهي كالجدة التي يمتطي ظهرها الأطفال، ويلعبون بجلدها المترهل، فقد غدت الشرعية فاقدة للذاكرة، ونسيت أفراد القوات المسلحة بلا راتب ثلاثة أشهر، والرابع سيلحق، ونسيت ستة أشهر سابقة، فهي عجوز خرف، تساقط شعر رأسها بعد أن شاب، فهي عجوز لا تستطيع الأكل فأسنانها قد سقطت، ولكنها تبلع من غير تقطيع في الفم، وتأكل بنهم، فحواجبها قد تدلت، وعقها الأبناء، وكرهها الجيران، فهي للقبر أقرب منها للبر بها، فمن هنا فالشرعية في حكم الميت أكلينيكياً، فقد نسيت حتى أبناءها، ولم تعد تفكر في مأكلهم، ومشربهم.

والأنتقالي شاب مفتول العضلات، ولكنه مختل عقلياً، فهو يدور في الأسواق، ويسب هذا، ويلطم ذاك في طريقه، ويرفع صوته، ويتوقف ثم يمشي، ثم يتوقف، علاه التراب، وهده التعب، ولكنه رغم ذلك شيطان، لا يرجو أحد منه خيراً، ويتمنون أن يكفيهم شره، فهو لا يبالي بإخوته الذين قد توقفت معاشاتهم، ولا يهتم إلا بالعلم اليمني، يشتريه، ويضيف له خرقة زرقاء، ووصلة حمراء، فيهتف لهذا العلم بالروح بالدم، ويفديه بروحه، وأولاده، وكل الشعب، ولم يبالِ بمن قد قطعت رواتبهم، فأهم شيء عنده العلم، وتهذيبة، وتصبينه، وكويه، وتعليقه.

وبناءً عليه، ومع هذه الشرعية العجوز، والانتقالي المختل عقلياً، توجب على الشعب، ممثلاً في الجيش الخروج، والإعلان للعالم أن الاثنين قد فقدا الأهلية لقيادة هذا الوطن، فالشرعية فاقدة للذاكرة، والانتقالي مجنون، لهذا توجب الحجر عليهما، تاك في دار المسنين، وذاك في مستشفى الأمراض العقلية، وعلى الشعب أن يختار راشداً من بين صفوفه ليقوده نحو وطن خالٍ من كل العصبيات، والمناطقية.

أيها الشعب، إن خرجت فاحذر من الأحزاب، ولا تركن لهم، فهم يتسللون إلى المظاهرات، والاعتصامات، كأفراد ثم تراهم هم من يقود تلك المظاهرات، فيحرفون المسار، فلتكن قيادتك مستقلة، ومتحررة من الحزبيات، فالحذر الحذر من أصحاب الأحزاب.

فلننتظر هذا الأسبوع لنرى مصداقية الجارة الكبرى، أو الكوبرى لنرى جديتها في تطبيق الاتفاق، ولتكن أول فقراته تطبيقاً معاشات الجيش كلها الأولة، والثانية، أقصد الستة الأشهر الأولى، والثلاثة الحالية، فالحقوق لا تسقط بالتقادم، فاصرفوا معاشات الناس، ففيها رغيف أولادهم، وكسوتهم، وعلاجهم، فهل ستفيقون؟ وهل ستنظرون للشعب؟ فالشعب قد كره الرايات والشعارات، والأحزاب، والمكونات، والجماعات، ولا يريد إلا استقراراً أمنياً، ومعيشياً، أي: يريد أمناً من الخوف، وأمناً من الجوع، فهل أنتم فاعلون؟ وإن لم تفعلوا فسيخرجهم الجوع، فعجبي لمن لم يجد قوت يومه، كيف له لا يخرج ليجتث كل المتسببين في حرمانه منها؟!