مقالات وكتابات


الأحد - 10 نوفمبر 2019 - الساعة 05:39 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب



يقول البروفيسور خليل الهواش احد خبراء الإقتصاد الدولي في عام 2000م كنت استشارياً وخبيراً كبيراً في مصر إلا أن راتبي لا يتعدى الـ 200 دولار حتى دقت ساعة الـ2001م وطلب مني الذهاب من مصر إلى بنغالور في الهند، حينها قلت في نفسي ماذا أفعل في بنغالور وأنا أحاول منذ سنوات الهرب من وضعي المتردي والمزري في مصر حتى أقع في مدينة تطلع عليها وعلى أهلها الشمس ولاستر لهم كما قال تعالى على لسان ذي القرنين وهو حال أهل الهند في زمان ليس كالأزمان، ذهبت إلى بنغالور مُرغماً وفجأة أصبح راتبي 8000 دولار، كنت أسكن في خيمة وأرى أمامي 1500 شركة عالمية لصناعة الحواسيب والمعالجات الصغرية والبرمجيات فكنت اتسائل في قرار نفسي عن ماذا يحدث وما الذي حصل وماذا هناك؟!، لقد اكتشفوا فيها السيلكون المتوسط الذي يعتبر عماد صناعة المعالجات الصغرية وهو بنقاوة 37% وأنا نفسي قد درست علم المعالجات وبناؤها على يد الدكتور المهندس محمد ياسين صبيح الذي قدم لي اطروحته للدكتوراه في براغ و دخلت الى تقنيات Switch Capacitor التي تثبت أنه كلما زادت نقاوة السيلكون كلما أعطت المعالجات معايير دقة أعلى ورفعت قيمة الجيل، بنغالور خلال 3 سنوات أصبحت عاصمة صناعة التقنيات العالية والفضائية، وقبلة العلماء في العالم، وقد استمرت الى أن شع نورها على الهند كلها، لتصبح الهند الفقيرة جداً رابع أقوى دولة في العالم وفاقت دول أوربا مجتمعة بالعلم والمال وبالعودة الى سوريا النفط وبلوكات الغاز في الساحل السوري الذي يعتبر منذ 50 عاماً المنطقة المحرمة التي رسمها الرئيس السابق حافظ الاسد بنظريته التي قدمها لروسيا حول المياه الدافئة، وأتى اليها الروس وهي المنفذ الوحيد للأمبراطورية الروسية الى المياه الدافئة بالعالم، إذاً النفط بأمان والغاز بأمان ولم ولن يشهد الساحل السوري حدثاً واحداً، لكن ماذا عن الشرق السوري ولماذا أرسلت الدول المشاركة بالحرب جيوشاً بإسم داعش إلى الشرق السوري حيث الصحاري والرمال؟ ولماذا رُميت ميزانيات فاقت مئات المرات حجم ميزانيات الجيوش العربية لتسيطر فقط على صحراء ورمال؟ ولماذا ترك الرئيس الحالي بشار الأسد العاصمة دمشق نفسها عماد الدولة السورية وأرسل ثلثي الجيش السوري ونخبة القوات السورية مع أساطيل جوية روسية وجيوش ايرانية بعدد السورية وكذلك حزب الله كاملاً وجيش العراق كاملا الذي التقى بالجيوش المتحالفة عند التنف كل هؤلاء لماذا تم الدفع بهم الى شرق سوريا؟ وهل تستحق الصحراء كل هذه الحملة العسكرية المدججة بأفواج المقاتلين وارتال الآليات والمجنزرات؟ ياللعجب!، إذن هنا المعركة الحقيقية، وهذه المعركة قد بدأت منذ عام 2004م عندما قدمت سوريا شكوى الى مجلس الأمن عن دخول طائرات أمريكية ليلية صامتة قادمة من العراق إلى البادية السورية لغرض اجراء التحاليل والتموضع هناك، يومها أعلنت الولايات المتحدة أن صحراء بادية حمص وصولاً الى الشمال السوري تحوي أخصب أراضي السيليكون في العالم وقدرت نسبة نقاوته بـ 79% وهو ما يعني أن البشرية ستشهد عصراً لا مثيل له وثورة كبرى في مجال صناعة الحواسيب الذكية والصغرية قد يغير معالم ومصير الحواسيب والمعلوماتية والإلكترون في العالم اجمع.
الحرب القادمة لامحالة وستكون لمنع سوريا من توقيع اتفاقيات مع الشركات الصينية والروسية والهندية لإستثمار السيليكون لأن سوريا ستصبح هنداً مصغرة بل أغنى من أي دولة بالعالم، هذا من ناحية الكوندكترز للكومبيوترز فقط ناهيك عن مادة ألـ Celica التي تعتبر بديل لطاقة البترول المهدد بالنفاد عما قريب والتي تعد اراضي سوريا من اكثر اراضي العالم اكتنازاً لها فلا غرابة ان تكون سوريا محل اطماع الدول الإستعمارية ونظامها الحاكم أداة لتنفيذ مثل هذه الأجندة.