مقالات وكتابات


الجمعة - 20 سبتمبر 2019 - الساعة 05:37 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


عندما جاء الحوثيون إلى صنعاء كانوا يحملون شعار إسقاط الجرعة، ولكنهم كانوا يخبئون في جعبتهم انقلاباً على شرعية هادي، وبالفعل حققوا انقلابهم، ولكنهم لم يستطيعوا إكماله، فزادت الجرعة جرعاتٍ، وجرعات، فمكثوا في صنعاء كعاصمة لهم، وحملوا سلاسلهم ليضربوا بها جلود زنابيلهم، لترضى قناديلهم المعلقة في كهوف مران.

بعد ذلك جاء الانتقالي، وحزم أمره، وسيطر على عدن، والمحافظات المجاورة، ولكنه لم يعلن انقلاباً صريحاً، وظل مخفياً نيته تحت القضاء على الفاسدين، وسيطر على العاصمة البديلة، أو العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المجاورة لها، ولكنه لم يغير فاسداً، وظل الوضع كما هو عليه قبل سيطرتهم على عدن، حتى بدأ الفاسدون ينسحبون من طرف الشرعية المهزوم، لينظموا إلى صفوف الانتقالي المنتصر، فحافظوا على مناصبهم.

اليوم يغادر الميسري، والجبواني، وجباري الرياض متوجهين صوب العاصمة المصرية القاهرة، ومن خلال تصريح جباري الذي قال فيه: إنه سيتحالف مع الحوثي لو لم يحزم هادي أمره، ويعلن عن الاستغناء عن خدمات الإمارات في اليمن، ويتضح من كلامه أنه ربما يحمل في كنانته انقلاباً ثالثاً، الهدف منه طرد الإمارات من التحالف، وربما يكون لديه أهدافاً أخرى، فهل ينجح انقلابه، ويطرد الإمارات، أم سيكتفي بالمكوث في القاهرة، وإصدار البيانات؟ وهل يحمل رفيقاه نفس مشروعه، أم أنهم مازالوا مع شرعية الشرعية؟

هل ستستمر الشرعية في سكوتها، وهي ترى انهيارها يتضح كل يوم، الشرعية لم تعد تمتلك اليوم من أمرها إلا الاسم، ولم تعد تمتلك من أمور تسيير البلاد إلا صرف المعاشات الذي انقطع سابقاً في مناطق سيطرة الحوثي، وهاهو اليوم ينقطع في مناطق سيطرة الانتقالي، فهل سينهي تمرد الجباري، ورفيقاه شرعية الشرعية؟ إن صح تمردهم، وهل ستدخل البلاد في صراع الانقلابيين؟

اليمن اليوم حبلى بالمتشاكين، ولا ضابط لهم إلا شرعية هادي، وحكمة هادي، فهل سيتماهى هذا الخليط مع سياسة شرعية هادي، أم سيزداد تمردهم، وعنفوانهم؟ وهل سيحسم هادي الصراع بتغيير مجرياته لتنتهي شعبية كل المتشاكسين؟ وهل لدى هادي كسياسي مجرب، رؤية غير رؤيتنا كعامة الشعب؟ وهل سنرى ما تبقى من هذا العام يفصح لنا عن صبح السلام؟ لا أدري، كما أنكم لا تدرون، ولكنني أظن أن هادي هو الوحيد الذي يدري بكل ما يجري، فربنا يعينه.