مقالات وكتابات


الإثنين - 16 سبتمبر 2019 - الساعة 02:33 م

كُتب بواسطة : د. كمال البعداني - ارشيف الكاتب


البيان السياسي الذي اصدره اليوم ثلاثة من ساسة اليمن الكبار ومن جناح الصقور داخل الشرعية اذا جاز التعبير، والصقور في الشرعية قليل : وهم عبد العزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب واحمد الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخليه وصالح الجبواني وزير النقل . هذا البيان تطرق الى نقاط عديدة ولكن النقطة الابرز فيه هي المطالبة والتأكيد على ضرورة انهاء دور الامارات في تحالف دعم الشرعية في اليمن نتيجة لعدد من الاسباب تم توضيحها في البيان وهي بالطبع واضحة للجميع . هذا البيان بالتاكيد لم يكن وليد الساعة بل هو نتيجة لتراكمات عديدة امتدت عبر اربع سنوات . هذا البيان جاء بعد شهر وسبعة ايام على انقلاب مليشيات الامارات على الشرعية في عدن . وبعد سبعة عشر يوما على قصف طيران الامارات للجيش الوطني في عدن وابين . انتظر ابناء اليمن طوال هذه المدة علهم يسمعون اويلمسون موقف قوي من ( السعودية) قائدة التحالف تجاه ما حصل لكنهم فوجئوا بموقف متذبذب ومتناقض ومخدر من الرياض يوحي للمتابع ان الرياض ليس عندها مانع مما حصل . وان تأثير ابو ظبي في القرار السياسي السعودي لا يستطيع احدا نكرانه وحتى في الوسط الاعلامي لاسباب يطول شرحها . لذلك من المهم القول ان البيان السياسي الذي صدر اليوم هو نتيجة طبيعية لكل ما سبق ذكره بل انه من غير الطبيعي ان لا تصدر مثل هذه المواقف . كان صدور البيان من العاصمة المصرية القاهرة لرفع الحرج عن الرياض امام ابو ظبي فيما لو صدر من السعودية . والذي لا يمكن ان يصدر الجانب اليمني بيان من الرياض الا بعد موافقة واطلاع وتعديل الجانب السعودي ..هذا البيان لاقى ارتياح شعبي واسع داخل الاوساط اليمنية بمختلف مسمياتها . ولست مع من ينظر له بنظرة سلبية نتيجة تخوفات معينة بل العكس هو الصحيح فهو يقوي من موقف الشرعية المكبلة في الرياض في مقاومة الضغوطات التي تمارس عليها ، ويصب حتى في مصلحة الرياض ان احسنت توضيفه امام ابو ظبي .. مثل هذه المواقف ليست جديدة في التاريخ اليمني فمن يقرأ تاريخ ثورة 26 سبتمبر يجد عشرات الحالات المشابهة من النخب السياسية داخل جهاز الدولة وحتى العسكرية في بعض الاحيان وخاصة عندما كان يشتد ضغط القاهرة على الحكومة في صنعاء للقبول بحلول معينة ولا سيما اذا اتفقت القاهرة والرياض على ذلك مثلما حصل في مؤتمر حرض( 1965) والذي باء بالفشل رغم اتفاق القاهرة والرياض على اهم مواضيعة والترويج له سياسيا واعلاميا في وسائل اعلام البلدين بانه مؤتمر الانقاذ لليمن ، والقاهرة آن ذاك هي المتحكمة بالمشهد السياسي والعسكري في اليمن الى حد كبير من 1962 حتى 1967 م .. الشيء المؤكد بعد هذا البيان الثلاثي ان كرة الثلج قد بدات بالتدحرج وستكبر كل يوم وباسرع مما تتوقع ابو ظبي وكذلك الرياض .. والشئ المؤكد ايضا ان ابو ظبي ومن لف لفها سياسيا واعلاميا في حرج شديد هذه الليلة وماذاك الا انها لا تستطيع تعليق البيان على شماعتها المعروفة وهي شماعة الاخوان . فالثلاثة الذين اصدروا البيان المسافة بينهم وبين الاخوان كما هي المسافة بين الامارات ودعم الشرعية في اليمن .. #كمال_البعداني
15 سبتمبر 2019