مقالات وكتابات


السبت - 15 يونيو 2019 - الساعة 09:41 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


كل يوما في ازدياد نبرة العويل على جنوب اليمن المغدور به في مختلف المراحل ، ولم تتغير مواقف البيع له و بالمزاد العلني فيها ، ويشترك جميع ابنائه في جرائم النكال التي عاشها والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا .
خمسون عاما وهو يتقلب على صفيح الاسى والموت على ايادي المجاذيب من ابنائه الذين للاسف لم يستشعروا حجم الذنب الذي اقترفوه بحقه ، ولم يستعشروا حجم تهجيره القصري من العصر ومن التاريخ حتى اخذتهم الغفلة الى مستنقعات الزمان والهون والذل على الناس .
نعلم بانهم لم يمارسوا عبادة جلد الذات يوما لا نهم لا يعلمون معنى العبادة ودورها في تهذيب اخلاق الفرد والامة وهم على النقيض من الاخلاق والدين معا بل مصرين على اقامة العدواة والبغضاء عليهما حتى نكل الله بهم واذاقهم بأس بعضهم البعض وبصورة تقشعر منها الابدان ، وكلما جأت قيادة منهم لعنة اختها .
هنا اتكلم عن مراحل قد مضت وعن قيادات قد خلت وذهبت مع طوفان الحياة والاحداث ولكن شواهد افعالها الشيطانية قائمة ومحتلة صدارة المشهد اليوم ونصول ونجول في دوماتها القاتلة دونما الاستعداد لاخذ العبرة والعظة منها ، ودونما تمييز لضررها على الجميع ومخاطرها المهلكة لهم دون استثناء في ظل غياب الوعي التام وانعدام البصرية لفصائل الثوررين الجدد الذين يسيرون على خطا اسلافهم الثوريين الاوائل الذين وقعوا في غفلة العقل واستبدوله بالشعارات حتى ذبحوا انفسهم ووطنهم الف مره وماتزال تلاحقهم لعنات التاريخ .
ومما اسلفته من القول يحق لنا ارجاع حجم الدمار والخراب الذي طال جنوب اليمن خلال سنوات حكم الحقبة الحزبية السوداء له الى استبدال حكم الحزب بالدولة ومؤسساتها وماترتب على ذلك من تأسيس لمرحل الضياع التي تتابعت عليه وانتجت نظام سياسي عقيم متاهلك ومتخلف بقرون عن نظم العصر .
وعليه يجب التأكيد بان الوقت لن يسمح لنا بالقبول باعادة التجربة والعمل على تسويق ظاهرة احلال المليشيا من جديد بدل السلطات الشرعية وهي في الاصل خارجة ومارقة ومتأمرة عليها وفي وضح النهار . وهناك قوى خارجية تمول وتدعم هذه المليشيا بالمال والسلاح وهي تعلم قبل غيرها بان عهود حكم الشعوب بالقوة والنار قد ولت والى غير رجعة وعليها مراجعة حسابها ومواقفها من الحرب في اليمن والعمل على دعم استعادة شرعيتها الدستورية ونظامها الوطني ومستقبلها الاتحادي الجديد . وعلى هذه القوى العمل على ايقاظ مرتزقة الدم من غفتلهم ومصارحتهم بالحقيقة المرة بان كل مستأجر وعميل سيظل غير مؤهل للثقة وللحكم في كل المراحل .