مقالات وكتابات


السبت - 15 يونيو 2019 - الساعة 07:08 م

كُتب بواسطة : محمد فهد الجنيدي - ارشيف الكاتب



بعد إطلاق جماعة الحوثي مقذوفاً ولاحقاً طائرات مسيرة على مطار أبها السعودي، يُلاحظ المرء المتتبع أو المراقب للأحداث، علاقة شرعية اليمن بتحالف دعمها (التحالف العربي) فالحكومة اليمنية لم تدن واقعة الاستهداف الحوثية هذه، فضلًا عن أن هناك مواقع تموّل من حكومة الرئيس هادي بطريقة أو بأخرى أقدمت على نشر وقائع الاستهداف من وسائل الإعلام الحوثية دون أن تنتظر توضيحاً من المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد تركي المالكي، وهو مايعني أن العلاقة تُطعن من الخلف، ولربما بات تحرير شمال اليمن محض هراء تردده الشرعية إلى حين تأتي اللحظة المناسبة للبيعة الكبرى العلنية التي ستجري للتحالف وخصوصاً الحليف السعودي الذي لايزال يدعمها على الرغم من فشلها العسكري، وعلى صعيد تحسين خدمات المواطن.

في الواقع لم يعد هناك شيء يعول على الشرعية اليوم، كونها لم تفلح في شيء كما كنا ننتظر منها قبيل سنوات، لأسباب متعددة أهمها العداء الغريب لدولة الإمارات، وبحثها عن دولة اضاعتها في عدن بينما كان الجميع يلتف حولها على أمل الازدهار، لا سيما وأن نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بات غير موجود في جنوب اليمن، غير أن أحلام الازدهار تحولت الى كابوس مرعب، حيث ذهب تفكير الشرعية نحو الربح فقط، ولم تبدأ مهامها التي كان من المفترض أن تقوم بها على الفور، وهي إعادة تصحيح الأوضاع وإعادة بناء الدولة التي سقطت بفعل الانقلاب، وهي اليوم بفعل حماقتها اشلاء متناثرة لم يعد لها وجوداً سوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومسؤولين أصنام في الداخل لا يتحركون ولا ينتظر منهم شيء.

ولم تقف الشرعية عند هذا الغباء او الحماقة التي ارتكبتها في عدن، بل لا تزال تعتقد انها شرعية دائمة مدى الدهر، و لا يستطيع أحد المساس بها من خلال العداء 
الغير معلن للتحالف العربي السعودية سواءً أم الإمارات، دون أن تعلم هذه الشرعية أنها أضحت مجرد نازح في الخارج، مكروه في الداخل، ليس لها أي وزن في المعادلة اليمنية فالشمال لديه إنقلاباً بات شرعية، والجنوب هو الآخر بات لديه شرعية غير شرعية هادي، وإن لم يعلن عنها أو يعترف بها أحد.