مقالات وكتابات


الأحد - 26 مايو 2019 - الساعة 05:51 ص

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



لم تتمكن ماكنة الاعلام العربي وعلى كثرتها وقدراتها المهنية ، من الوصول الى نتائج مقنعة لما يحصل في البلدان العربية من دمار وحروب طيلة الخمس السنوات الماضية وربما لم تستطع الكشف عن حقائقها المرة والمؤلمة وإن كانت تعلمها جيدا ، لان سياسية التعتيم مفروضة عليها وباتقان وبقميعية شديدة من نظمها لا من القوى الخفية الموجهة لسياسات هذه النظم القمعية في المنطقة .
وعلى طريقة المثل العربي الشهير وعند جهينة الخبر اليقين ، بعث لي اخي القائد المخضرم اللواء ناصر النوبة حفظه ودام مجده وتاريخه العسكري ، فجر أمس بملخص عام لمحاضرة الخبير الاستراتيجي في الجيل الرابع من الحروب البروفيسور ماكس نوارينج والتي ألقاها في تل أبيب في العام الفين وثلاثة عشر ، بعنوان التأكل البطئ ، والتي شملت الإيضاح الشافي والكافي لخطة أمريكا في تدمير المنطقة وشعوبها ، والتي تعتمد على إحداث الانسلاخات من الدولة المركزية في الدول المستهدفة وقيام مليشيات خارج عن سلطاتها وتغذيتها بالمال والسلاح والزج بها في معارك داخلية لاول ولا آخر لها حتى تستفيق الشعوب الضحية على الموت جوعا ومرضا وقتلا وان بصورة تدريجية وبطيئة او بعبارة ادق ممارسة سياسة الموت البطيء لها .
وكل ما جاء في المحاضرة ينطبق تماما على ما نعيشه في اليمن وبادق التفاصيل ، ويمكن اعتبارها خير مثال عملي في تطبيق هذه المنهجية الامريكية القاتلة والمدمرة لدول المنطقة التي تشهد حالة الاحتراب منذ خمس سنوات .
البروفيسور الأمريكي كشف خطة الموت البطئ لشعوب المنطقة وبلدانها وتناولتها مختلف وسائل الإعلام العالمية ومنصات التواصل فيها قبل اندلاع حروب التأكل البطئ في اليمن والمنطقة ، ولم تجرؤ وسائل الإعلام العربية من التعرض لها او الاشارة الى ما فيها من مخاطر على حياة الشعوب والدفع بها الى مصائد الموت البطيء مع استحالة فرضية عدم اطلاعها عليها .