مقالات وكتابات


الثلاثاء - 24 أبريل 2018 - الساعة 11:59 ص

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


تحية من اعماق ووديان وجبال وسهول وأجواء المنطقة الوسطى إلى سيادة محافظ أبين, تحية مفعمة بالحب والإخاء والصدق ومحملة بكل هموم وأوجاع البؤساء والمسحوقين ومن تقطعت بهم السبل في هذه المناطق (المنسية), تحية إليك تتجاوز الجغرافيا التي باتت اليوم (كسور) الصين العظيم تعزل من تشاء وتقرّب من تشاء, وتمحو من تشاء, ونحن خلفها (كالقطعان) دون أرادة أو خيار..

من سُمرة أهلها, من تعابير وجوههم, من قسماتهم المنهكة, من ذلك الأمل الذي يشع من (احداقهم), من جوف صدروهم التي تكتظ بأحلامهم البسيطة, من تلك الأرض التي أنجبت الأبطال والرجال والأفذاذ, من بين بساطتهم وربما سذاجتهم, من بين عنفوانهم وقوتهم ورجولتهم أبعث إليك التحية علها تحط رحالها في قلبك فيخفق (حباً) لنا, وشوقاً لرؤيتنا, وحنيناً للمكوث بيننا..

تحية لن تحمل الثناء أو التبجيل أو التعظيم, فلن يرفع منك ثنائي, ولن يحط منك هجائي,فأنت من ستصنع لذاتك المجد والخلود في قلوب أهلك وأبناء محافظتك, وهم من سيخطون أسمك بأحرف من نور إن (لمسو) منك الخير والصلاح والحرص على محافظتهم, وأنت من ستنزع (محبتك) من قلوبهم إن (سلكت) سبل (الانفرادية) والمناطقية وحب الذات..

من هنا أيها (الأسمراني) وددت أن أخبرك أن مناطقنا المترامية الأطراف باتت اليوم في خبر (كان) ولم ينلها من خيرات المشاريع وحصصها الهائلة شيء, وأنها تعاني المرار والحرمان والإفتقار لأبسط المقومات والإحتياجات, وتترقب من سيادتك أن تلتفت إليها, أو يحن قلبها لها, أو ينالها من هذه المشاريع أقل القليل مما حظيت مناطق (الدلتا) التي أخذت من إهتمامك الكثير..

فأنت تعلم أنها تعاني الحرمان منذ سنوات وتفتقر للكثير والكثير وتعاني الكثير والكثير, وقد بُحت أصواتنا ونحن نناشد ونصرخ ونستغيث ولكن لاحياة لمن تنادي, ونتوسم فيك خير ونعلق عليك آمال كثيرة بعد الله في أن تعطي المنطقة الوسطى حقها الذي حُرمت منه طوال هذه السنوات العجاف, وتلبي لها ماتحتاج من الضروريات لاسيما في قطاعات المياه والكهرباء والصحة, فلايحتاج البؤساء والمسحوقين فيها أكثر من ذلك..

نريد أن تكون أيها الأسمراني للكل ومن الكل وأن لاتكون (حكراً) على مدينة بعينها أو جغرافيا بعينها, نريد أن تضع الجميع (نُصب) عينيك, وأن توليهم إهتمامك وحسب إمكانياتك وطاقتك, وتتعامل مع الجميع بما يرضي الله لتنال رضاء الخلق بعد الخالق, وترتقي في دواخلهم وقلوبهم, وتصبح (حديثهم) في حلهم وترحالهم..