مقالات وكتابات


الأربعاء - 15 مايو 2019 - الساعة 01:02 م

كُتب بواسطة : عبدالناصر بن حماد العوذلي - ارشيف الكاتب


إستهداف المملكة من قبل مليشيات الحوثي الإنقلابية هو تأكيد أن هذه المليشيا لن تجنح للسلام وأنها تنفذ مشروع صفوي خبيث في المنطقة برمتها ، وهي أداة من أدوات الملالي الذين يريدون تقويض دعائم أمن واستقرار اليمن والجزيرة والخليج ، والحوثيين اليوم هم عبارة عن سرطان يتغلغل في الجسم العربي وأصبح لزاما إستئصاله.

قلناها مرارا وتكرارا أن أي حل سياسي يبقي على هذه الجماعة في المشهد السياسي اليمني هو انتصار للمشروع الصفوي، بمعنى أن هذه الجماعة ستجعل من إيران شريك في بلورة القرار السياسي وستجعل من الملالي شركاء وهذا بحد ذاته يعتبر إسقاط لليمن في المربع الإيراني وتحقيق نصر للحوثيين لم يكن يحلم به حتى المقبور الخامنئي .

ومن هنا نتساءل فيما إذا تمت تسوية سياسية أبقت على شراذم الكهنوت ماهو رد فعل المملكة؟ وهل ستقبل بجار لا يؤمن جانبه ؟ وهل تدرك المملكة أبعاد بقاء جار السوء على حدودها الجنوبية؟ وفي كل الأحوال ليس أمام الشرعية والتحالف إلا أن يخرجوا من هذه الحرب بنصر يثبت دعائم دولة يمنية حديثة تكون عمقا أمنيا وإستراتيجيا للمملكة والخليج .

في إعتقادي أن الأمم المتحدة تحاول أن تجعل من الحوثيين كيان أصيل في المجتمع اليمني وتحاول صناعة حزب الله جديد فرع اليمن وهذا أمر " جلل وخطير فمثل هذا الأمر يضع أصابع إيران في المشهد السياسي اليمني ليتحقق لها رسم المثلث الشيعي الذي تسعى بكل السبل لتحقيقه وهنا يجب أن يبرز دور المملكة العربية السعودية كقائدة للتحالف العربي الداعم للشرعية ورائدة عاصفة الحزم والتي انطلقت في 26 مارس 2015. وعصفت بالمشروع الفارسي الصفوي والذي امتطى مطيته الحوثية وعلى المملكة تقع مسؤلية اجتثاث هذا المشروع الخبيث المدمر لكل خصائص العروبة والإسلام .

المملكة وهي الراعي الأساسي لعاصفة الحزم والتحالف العربي لن ترضى ولن تقبل أن يكون الفرس هم المسيطرون فهذا أمر يجعل المنطقة تدخل في دائرة الإضطراب وعدم الإستقرار ، ومن هذا المنطلق يتضح أن الحوثيين يحاربون بالوكالة لحساب إيران وأن الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله تتواجد في كل الجبهات .

وهنا أكرر وأقول انه لن تكون اليمن والمملكة والخليج في مأمن مالم يتم الحسم العسكري فإما أن نكون أو لا نكون، الحسم العسكري غاية كل يمني ويجب محاكمة جلاوزة الكهنوت السلالي الذي جرف مكنونات الدولة فالشعب ينتظر من التحالف والشرعية أن يوصلوا مجرمي الحرب الحوثيين إلى المحاكم الدولية كمجرمي وليس أن يدخلوا معهم في حوارات ومفاوضات على حساب دماء الشهداء وآلام الجرحى وأنات الثكالى.

عبدالناصر بن حماد بن أحمد العوذلي
15 مايو 2029