مقالات وكتابات


الخميس - 25 أبريل 2019 - الساعة 10:00 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



لا اعتقد أن كلماتي ستفي بحق المقاتلين الأشاوس في جبهة ثره،ولا أعتقد أنها ستصل لمستوى الصمود الأسطوري للمقاتلين طوال خمسة أعوام مضت في زمهرير الشمس وصقيع الشتاء..

صموداً تجاوز كل الكلام وتجاوز الصمود ذاته بإمكانيات بسيطة شحيحة وتجاهل قاتل من قبل التحالف والمنطقة العسكرية والحكومة التي لاتزال في سباتها العميق لهذه الجبهة الساخنة والمشتعلة دوماً..


حشود حوثية وإستعدادات عسكرية وتجهيزات من قبل أذنابهم لإقتحام الجبهة والتوجه صوب لودر ومناطقها وربما الجنوب وعدن تحديداً، هكذا تصلنا المعلومات،وترد إلينا،وبالمقابل عزيمة لاتلين وقوة لاتضعف،وبسالة لاتتراجع، وصبراً كجبال ثره للمقاتلين هناك، فقد حددوا خيارهم إما العيش بسلام وعز وشموخ، أو الموت فداء للدين وللأرض والعرض..

لكن المؤلم أن حكومتنا الموقرة، ومنطقتها العسكرية، والتحالف الذي كان حرياً بهم أن يسارع لدعم المقاتلين في جبهة ثره بدل إستنزاف أمواله وأسلحته في جبهات يعلم يقيناً أنها (تسترزق) من ذلك الدعم وتلك الأموال المهدرة،ولم تحرك ساكناً في جبهاتها أو بالأصح لن تحرك فيها شيء طالما وحليفها (الحوثي) راضٍ عنها جعلوا ملف تحرير ثره إلى أجلاً غير مسمى..

والسؤال الذي يضع نفسه (خضم) هذه البلاهة والمعمعة إلى متى سيظل التحالف يتجاهل جبهة (ثرة) ولايلقي لها (بالا)..؟ إلى متى سيستمر المقاتلون فيها بتلك الإمكانيات البسيطة التي لاتساوي شيء أمام مجنزرات وعتاد أذناب أيران..؟

إن كان ملف (ثره) سياسياً بإمتياز كما يقول الكثيرين فما ذنب حياة الشرفاء ومن يسقطون فيها كي (تُسيس) حياتهم وتستنزفها آلة الحرب الحوثية والسياسة الرعناء التي ينتهجها التحالف ودولتنا الموقرة..؟

الناس مُنهكة تماماً وتريد أن تنعم بسلام، فلا تحملوهم ما لاطاقة لهم به، ولاتعبثوا بما تبقى لهم من سنوات عمرهم، الناس تبحث عن السكينة والراحة فقد شبعت حد (التخمة) من هذا العبث والفوضى..

ألا هل بلغت .. اللهم فأشهد.

دام الوطن بخير..