مقالات وكتابات


الثلاثاء - 23 أبريل 2019 - الساعة 06:13 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



ثائرون حد النخاع، وطنيون حد الثمالة، يتقدمون المسيرات والمظاهرات، ويسابقوا ليفترشوا الساحات، هكذا عرفتهم..

حين تناقشهم تجد الوطن يسري في دواخلهم ويسكن ثنايا أرواحهم،ويعتمر أجسادهم، لا شيء بالنسبة لهم أغلى من الوطن، وأعظم من حب (الجنوب)، هكذا كانوا يقولون ..

شباب مفعمين بالنشاط والحيوية والحماسة،ومشبعة دواخلهم بحب الوطن وعشقه،وتحيطهم هالة من الصدق والقيم والأخلاق، مبادئهم هي نبراسهم الذي يضيء لهم طرقهم المعتمة والمظلمة،وإيمانهم المطلق بقضيتهم هو الطريق الذي لاحياد لهم عنه..

كانوا يتغنون بالوطن وحبه ليل نهار، كانوا يكتبون عنه بأحرف من نور، إن لم يكن بدماء أوردتهم وعلى صفحات قلوبهم وأجسادهم،لاتستطيع مجاراتهم بالكلمات والأحرف فقد تملّك حب (الوطن) دواخلهم وأستبد بها، هكذا عهدي بهم..

ولكن بين عشية وضحاها، وبين غمضة عينِ وإنتباهتها، وبين رحى حربِ حصدت الأرواح وأهلكت الحرث والنسل،وبين حليف حل ليحل ما قد حل تبدلت تلك القيم وتبعثرت تلك المبادئ،وتناثر ذلك الحب،وأنطفئت جذوة العشق لهذا الوطن،فأصبحوا (مرتهنين) للخارج، يكتبون رغباتهم وينفذون أجندتهم ..

كل ذلك الحب بات في خبر كان، كل ذلك العشق (للوطن) أضحى مجرد أطلال،باتت الريالات الهزيلة والولاءات العقيمة أهم من (الوطن) وأعظم من تربته، وصار الوطن حلمٌ (يرقد) في جنبات المحال..

حقيقة مؤلمة وواقع أشد إيلاماً.. بين الأمس واليوم (وطن)ٌ بأكلمه يضيع بين الرغبات والهبات، بين الشهوات والريالات، بين الولاءات والتوجهات، وشباب كنّا بالأمس نعدّهم خيرة الشباب أضحوا اليوم لاشيء،وأضحى التغني بالوطن مطية يركبونها للوصول لرغباتهم..

دام الوطن بعيدا عن مرتزقة الأقلام..