مقالات وكتابات


الخميس - 18 أبريل 2019 - الساعة 04:33 م

كُتب بواسطة : محمد سالم بارمادة - ارشيف الكاتب



وجود الدولة في حياة الناس والمجتمع ضرورة ومهمة جدا، إذ لولا وجود الدولة لأصبح الناس يعيشون في فوضى عارمة وتفرض عليهم قوانين الغاب من قبل بعض المليشيات المسلحة, حيث لا تجمعهم كلمة ولا يقر لهم قرار, حضور الدولة يعني تنظيم حياة الناس بقوانين تسنها وتكون مفروضة على الجميع, فالدولة أينما وجدت تحمل قدراً من العقلانية, بعكس المناطق التي تسيطر عليها المليشيات التي تستبيح كل شئ من غير حسيب أو رقيب .

الدولة كفيلة بتحقيق حلم المواطن في الحياة الآمنة والمطمئنة والكريمة التي يحلم بها الجميع كما إن عصا القانون كفيلة بتحقيق الردع والزجر لكل من تسول له نفسه أن يرتكب جرمًا أو مخالفة,ولذلك فإننا في حاجة شديدة وماسة إلى وجود فعال للدولة في بعض المحافظات المحررة, التي يعلو فيها صوت القانون على كل شىء, وبالتالي تختفي كل السلبيات التي يئن ويتوجع منها المواطنون المسالمون .

كم كانت سعادتي وفرحتي وأنا أرى عن قرب وبأم عيني الحضور القوي والفعال لسلطات الدولة جمعيها في مدينة سيئون, لدرجة إنني حسدت أهالي سيئون على حضور الدولة في مدينتهم, هو مؤشر ايجابي وحقيقي على دور الدولة على أرض الوطن، وذلك من خلال القبضة الأمنية, والإجراءات الحازمة والسريعة, وفرض هيبة وسيادة الدولة على الجميع, وهو مؤشر قوي بان الدولة قادرة أن تبسط نفوذها في جميع المحافظات المحررة دون استثناء .

أما عدن فحدث ولا حرج, .فمثلاً على سبيل المثال لا الحصر, السطو على الأراضي والقتل بدم بارد, انتشار للمليشيات المسلحة, انفلات أمني ينذر بكارثة ستطال الجميع, ازدياد عمليات الاغتيالات بشكل عنيف وصادم, مدينة أصبح مشهد القتل فيها صناعة تنتجها مليشيات مسلحة, كل هذا يتم جهارًا نهارًا، لو إن الدولة كانت حاضرة ما رأينا أبدًا استفحال هذه الظواهر الخطيرة التي تواجه مواطني عدن, باختصار ما يحدث في العاصمة المؤقتة عدن مُنذ تطهيرها وطرد الانقلابيين الحوثيين الإرهابيين تشيب له الولدان وتقشعر منه الأبدان .

نحن بحاجة شديدة إلى اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة من قيادتنا الشرعية لتفعيل الدولة وقوانينها في بعض المحافظات المحررة وخاصة مدينة عدن العاصمة المؤقتة لكل اليمنيين التي تستبيحها المليشيات المسلحة, وتطبيق القانون على الجميع بدون استثناء أو تمييز, فوالله سوف نندم يوم لا ينفع الندم, فأبتسم أيها المواطن اليمني فأنت في مدينة سيئون وليس في مدينة عدن, والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .