مقالات وكتابات


الجمعة - 30 مارس 2018 - الساعة 06:35 م

كُتب بواسطة : العميد مساعد الحريري - ارشيف الكاتب


أخذ بثأره بعد ان اخترقت جسمه اكثر من خمسه وثلاثين رصاصه  صاحب الثأر مكانته ومهابته مرتبطة بإقدامه على أخذ ثأره من القاتل .
واصبح الشهيد البطل شايع الحريري كابوسا يطارد الارهابين في كل مكان

ولد الشهيد شايع محمدابوبكر الحريري في محافظة عدن , مدينة خورمكسر حي ابى ذر الغفاري. فأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة هاشم عبدالله  والإعدادية والثانويه بمدرسة الجلا. متزوَّج وله ولد وبنت (علي وفرح) . 

حين نصف البعض تغيب الكلمات، بهذه الكلمات استهل كلامي " أني وجدت في الشهيد شايع الحريري صفات الإنسان الخلوق ذو الهمة العالية والروح المرحة، وتمتع بحب جميع من حوله ولم يبغضه أحد. 

عرف عن الشهيد "أبو علي" بحنانه وعطفه على الجميع لاسيماأطفاله وأبناء أشقائه، بالإضافة إلى إخلاصه ووفائه لصدقائه، وفي شاهد بسيط على وفائه وتقديراً من "أبو علي "لصديقه مشعل كان الشهيد هو يقوم بترتيب عرسه .لقد كان الشهيد خدوما للجميع وتعرفه مدينة خورمكسر صغيرا وكبيرا بانه ذالك الشاب الممز بالاخلاق والشجاعه والحنكه القياديه وكان الجميع يرى رسم ملاحم القياده المستقبليه في جبين  دالك الشاب الا ان القدر كان اسرع ليزفه شهيدا الى الجنه قبل ان يشارك في زفة صديقه مشعل التى كانت بعد ساعات معدوده من استشهاده في بوابة كلية الاداب جامعة عدن عندما كان يودي واجبه وبرفقة زملائه فاقدمت سيارتين تحمل مسلحين من عناصرالتطرف والخيانه لتمطرهم بوابل من الرصاص . مخترقه جسده لتودي بحياته وكذالك جرح زميلا اخر له

حالة الغضب التي كانت تعتري قلوب أبناء خورمكسر جراء حادثة الاغتيال الجبانة بحق الشهيد شايع الحريري الذي فارق الحياه بعد اسعافه الى المستشفى متاثرا بتلك الرصاصات التى اخترقت جسمه
جعلتهم ان يتسابقون الى البحث عن الجناه والمطالبه بالاقتصاص منهم فورا وكذا توافدهم الى منزل الشهيد للتصدي لاي مكروه وكذا مؤزرتهم ومواساتهم في مصابهم الجلل مقدمين التعازي لاهله واخوانه رغم الالم والحزن العميق

هنيآ للشهيد البطل شايع الحريري نيل الشهاده والبطوله التى كرمه الله بها .
في مساء يوم استشهاده جابت شوارع مدينة خورمكسر سيارات الشباب معلنين تظامنهم لاخد الثار  ويقسمون بالله ان غضبهم لن تطفيه الا القبض على كل الارهابين ومطاردتهم الى جحورهم ومخابئهم واجتثاثهم حتى يكون ذالك معلما ورمزا لبطولة الشهيد شايع الحريري بعد ان عرفى  بمخابئهم عبر معلومات انتصر لها الشهيد البطل وستظل كابوسا يطارد الارهابين في كل مكان

حياة الشهيد النضاليه

مع بدايات اندلاع "الحرب ضدالغزاه المحتلين الحوثين والعفاشين للجنوب"
بدت علامات الفرح تظهر على محيّا الشهيد "أبو علي " بان الجنوب سوف ينتصر وتنتصر تلك الثوره الحراكيه التى كان والده الفقيد اللواء محمدابوبكر عبيد الحريري احد روادها ومؤسسيها وكان يوصي ولده البطل شايع ان يضل جنديا في صفوف الثوره الجنوبيه التى تناضل من اجل اعادت الحق لاهله ولكنها كانت ثوره ذات طابع سلمي لم يفهمها عدو الامس واليوم .و بفعل هذه الحرب  المؤلمه،خاض الشهيد شايع الحريري ثورة مسلحه توجة بالنصر وطرد جحافل الاحتلال
تلك الثوره المسلحه وبماسندة عاصفة الحزم ودعم الاشقاءفي التحالف العربي جعلت من الشباب الجنوبين يقومون من جديد بإعادة تنظيم انفسهم لمواجهة تلك الغزاه التى ارادت ان تجعل من الجنوب محطتها الاخيره للسيطره والمسخ الايراني الفارسي ، حيث برز دورالشهيد ابو علي  في اوساط المقاومه الجنوبيه  بمدينة خورمكسر، ولم ينحصر دوره في تجنيد الشباب وتأطيرهم في صفوف المقاومه، بل حمل سلاحه البسيط وكان يذهب مع مجموعة من الشباب للإشتباك مع جنود الاحتلال وآلياته عند بوابة قصر الرائيس هادي وفي خط الساحل عالكورنيش، ما أدى إلى إصابته في أحد الاشتباكات بإصابة خطيرة كادت أن تقتله، لكن بفضل الله ومنته تعافى من تلك  الإصابة، وعاد من جديد ليباشر عمله. وقبل وفاته في بضعة ايام عمل عمليه للعين. في احد مستشفيات عدن

المعروفَ لا يُعرَّف أبداً، جسور بأسه شديد يفِلَّ الحديد، ما أروعه ذاكَ الذي يعمل بصمت ، يتخفي عن أنظار الشهرة والرِّياء ، يزاحم الصادقين لحجز مقعد في الجنة ، يودع زوجته والصغار كل مساء، يعلم أنَّه رجلاً يحمل كفنه على كتفيه وروحه وهو على موعد مع الشهادة في أي لحظة للقاء ربه .

يرحل قدراً وكأن السَّماء تشتهى قربه وحين تخطو بنا الخطوات لنلقى أهله، تتلعثم الحكايا في وصفه كأنَّه قطعة من الجنة، فبأي روح نلتقي الشهداء حين نذكرهم فلا نُحسِنَ لهم من الوصفِ شيئاً . 

هنيئا لك الشهاده (ابو علي وفرح) ونم قرير العين فعهدا ان الوطن بخير ولن تذهب دمائكم هدرا

تعازينا الى ام الشهيد وزوجته واولاده علي وفرح واخوانه وخواته وجميع اهله وذويه ومحبيه وانا لله وانا اليه راجعون
نسئل الله ان يتقبله بعفوه ورحمته ون يسكنه الفردوس الاعلى في الجنه مع الشهداءالابرار والمتقين الاخيار

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ).[
امين امين يارب العالمين

عميدركن
مساعد الحريري
29مارس 2018