مقالات وكتابات


الجمعة - 22 فبراير 2019 - الساعة 12:19 ص

كُتب بواسطة : خالد الحميقاني - ارشيف الكاتب



ساقني تعليق لأحد مناصرين المجلس الانتقالي ردا على منشور نشر الرفيق العميد محمد جواس العدني والذي وصف فيه المجلس الحراك الثوري بالمكون المفرخ واتهمه بتشويه تاريخ نضال المجلس الانتقالي !!!

بديهي تكون ردود أفعال المتطفلين غير محسوبة هذا لأنهم لم يكون متواجدين في المراحل السابقة وهم في بطون أمهاتهم ، فغالبية أنصار الانتقالي حديثي الوطنية ونحن لا نلومهم لأنهم يمرون في مرحلة شبيهه بسن المراهقة فيحاول كل واحد منهم القفز و الظهور على الساحة السياسية ولانها جديدة عليهم ، فتجد تشنجاتهم و عصبيتهم تتدافع لركوب بفرض رأيهم على الذين سبقوهم ب 20 سنة ضوئية سعياً منهم لإيجاد مقعداً لإثبات تواجدهم بالمرحلة المتأخرة .

الحراك الجنوبي بدأ في وقت مبكر قبل أن يظهر على الساحة الجنوبية ، وكان بدايته "الكلمة" وان لم يكن بشكل جماعي أو تنظيمي ، إنما بشكل فردي نابع عن قناعة هؤلاء الأفراد في استعادة هويتهم و حريتهم و كرامتهم من قوة كانت نظرتهم اليها قوة الاحتلال .

ذهبت في منتصف عام 1997م من مدينة عدن إلى مدينة المكلا قاصداً العمل في مجال المقالات عند أخي الأكبر وجاري العزيز المهندس عبدالله متعافي ابو أياد ابو أيادأ وكان يعمل مديراً لمكتب صندوق المشاريع البنك الدولي لحضرموت والمهره وسقطرى والتقيت هنا الأستاذ عوض مبارك سباع صاحب نظرية (شيري بيري) والأستاذ عبدالحكيم بن جعه و الأستاذ محمد الارضي الحميقاني من أبناء القطن ومجموعة من أبناء المكلا ، كان مقيلنا ينفرد في الحديث عن الجنوب وعن شعبه وما وصل إليه في الحضيض من تدهور الوضع ومن نهب وبسط و تدمير البنية التحتية للمؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية وتسريح و إقصاء الكوادر والموظفين والعسكريين والامنيين و"أنا وأحد منهم" غير ذلك بيع وخصخصة المصانع و المنشاءات بثمن بخس لمتنفذين شماليين وجنوبيين .

هذه المقيل أو تلك التي كانت تجمع الجنوبيين المؤمنين بالحق العيش بحرية وكرامة والعدالة الاجتماعية والنابعه عن حب وإخلاص لهويتهم الوطنية المتجسده في أرواحهم وعقولهم هي من دفعت في تنامي الفكر التحرري في الشارع وجسدت روح في الخلاص من كابوس الاحتلال ، حدثت مواقف كثيرة خلال هذه الفترة لايسعني ذكرها هنا ولكننا سنتطرق لها في مواضيع أخرى .

في عام 2004م التقيت بالرفيق فؤاد راشد في ديوان الرفيق سمير باجعاله بصنعاء هذا الديوان مان يطلق عليه ب (منبر لا منبر له) كان هذا الديوان بمثابة قطع نن الجنوب يجتمع فيه مجموعة من الرفاق من عدن و حضرموت ومن أبين ومن شبوة و من لحج وحتى من أبناء المهره وسقطرى من بينهم صبري سالمين بن مخاشن و عبدالحكيم بن جعه و محمد الارضي الحميقاني و حسين اليافعي و محمد الحسني و كثير من الشباب لا أتذكرهم في الوقت الحالي .

برغم شدت برودة جو صنعاء إلا أن كان الحديث عن الجنوب يدفئ المنبر الحر (منبر لا منبر له) كانا الرفيقين فؤاد راشد و صبري بن مخاشن تعتبر الأقلام الناطقة لتحديثنا ومناقشتنا والذي كان لسان حال الجنوبيين الأحرار و التي كانت تصقع أذان السلطات الاحتلال في عقر دارها وفي المقابل كانت تحيي روح عنفوان الجنوبيين الأحرار ، كنا في تلك الفترة حينما نقرأ مقالات الرفيقين والتي تعبر عن أراء حديثنا ونقاشاتنا في الصحف و يتداوله عامة الناس أكان في الشمال أو الجنوب يتولد شعور تقشعر منه الأبدان بأن الجنوب قادم وماهي إلا مسألة وقت .

تعرض الرفيقين فؤاد راشد و صبري بن مخاشن لسجن و التعذيب و المعاملة السيئة من نظام عفاش لأكثر من مرة بسبب كتاباتهم التي كانت سموم يتجرعها النظام ، حاول نظام عفاش مراراً و تكرارا كسبهم والعمل معهم لاسكاتهم وقدم لهم جملة من الإغراءات المالية و الوظيفية ، إلا أنهم لا ولن ولم يتراجعون قيد نملة عن مبادئهم الوطنية اتجاه الجنوب أرض و انسان .

في بداية 2005م كان حلم الرفيق صبري بن مخاشن استخراج ترخيص لصحيفة خاصة به وكان مهتماً بقدر اهتمامه في إيصال كلمة الجنوبيين وبعد جهود جبارة منه تحقق حلمه في مصر منتصف عام 2005م و حصل على ترخيص الإصدار لصحيفة بأسم (المحرر) وانطلقت من عقر دار الاحتلال من صنعاء بعددها الأول العدد صفر بداية الخطوة الأولى في تحرير الكلمة الجنوبية وكسر حاجز الخوف للأحرار التواقة لاستعادة الدولة الجنوبية المغتصبة ، وتسبب لعشرات الاعتداءات و الإنتهاكات و الخطف و السجن و التعذيب بسبب مقالاته و اخبار صحيفته الموجعة .

لم يسلم فؤاد راشد من الخطف و الانتهاك و التشريد و التعذيب في سجون المكلا منذو مجئ عبدالقادر هلال محافظا لحضرموت وكان مطاردا من الأجهزة الاستخبارات العسكرية و الامن القومي والأجهزة الأمنية ، إلا أنه كان متحركا كنحله يلقح الفكر الثوري التحريري لاحرار الجنوب وتعرض لسجن عدت مرات خارج حضرموت في صنعاء و عدن ولحج واقتادوه بطائرة خاصة إلى صنعاء وسجن في الأمن السياسي لأكثر من عام ونقل إلى السجن المركزي تعرض لأبشع أشكال العنف والتعذيب .

قبل أن أختم مقالي هذا أحببت أن أقول للمراهقين السياسيين ثوار الفيس بوك و تويتر و الواتس ، الغيورين المتشنجين المتعصبين المتحمسين عن بعد ، أقول لهم : الفرق بين الحراك الثوري والمجلس الانتقالي فرق بين الثريا و الثرى فحين كان رئيس الحراك الثوري فؤاد راشد يسجن و يعذب و يشرد كان رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وقتها في صنعاء يتقاضى راتبه من المصلحة العامة لدفاع المدني بصنعاء .


#خالد_الحميقاني
2019/02/21م