مقالات وكتابات


السبت - 16 فبراير 2019 - الساعة 08:22 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب



يا شرعية، ويا انتقالي، ويا حوثي، نريد دولة، فمن سيقدمها لنا؟ 

بالنسبة للحوثي جاء والدولة قائمة وسحبها على خشمها حتى تكسرت أسنانها، وتمزقت أحشاؤها، فأنت أيها الحوثي لست جديراً بأن تأتي لنا بدولة، لأنك تحاول أن تجرنا نحو الكهف المظلم، نحو ركبة السيد، ونحو عباءة ولاية الولي الفقيه، فلا خير فيك، ولن تتقدم بنا إلا خطوات نحو الوراء، فلا بوركت خطواتك.

بالنسبة للشرعية، فهي شرعية من اسمها، وقد تحدثنا في مجالسنا، وعلى وسائل التواصل، وقلنا إن العيش في كنف الدولة خير من العيش في فيافي الفوضى، فمجرد اسم الدولة يشعرك بالأمان، وقد قالها الآباء قديماً: لا تأمن الدولة ولو كانت رماداً، فالشرعية هي من يمثل الدولة، ولو تخللها بعض الدخن، وبعض الغبش، ولكن الدولة قائمة، ألا تحسون بوجودها، ألا تلمسون خيراتها، ألا تمارسون حياتكم من خلالها؟ فهذه هي الشرعية، وهي من سيجلب لنا الدولة، فلنتمسك بها، بأظافرنا، ولنعض عليها بالنواجذ.

أما بالنسبة للانتقالي، فقد حلمنا كثيراً بحامل للقضية الجنوبية، وتمنينا أن يأتي هذا الحامل، فجاء هذا الحامل في العام 2007، ولكنه سرعان ما تلاشى بين أطماع الرفاق، فنحن في الجنوب كل واحد منا يرى نفسه إنه هو الرئيس، لهذا سمى الانتقالي رئيسه رئيساً، ولا تعني هذه التسمية إنه قد أصبح رئيساً للوطن، ولكن بعض المهووسين بالرئاسة ظنوا أن رئيس المجلس أصبح رئيساً للوطن، ولم يستطيعوا الخروج من هذه الفكرة، ولم يعلموا أن من يقدم لهم الخدمات والمعاشات، ويقوم بكل مفاصل الدولة هي الشرعية، وأن رئيسهم هو رئيس مجلس يمثل شريحة من الناس في الجنوب فقط، وأن هناك فصائل جنوبية ترى إنها هي من يمثل الجنوب، لهذا تناثر الحراك بين ساحات النضال.

لو تم تخيير المواطن بحرية مطلقة أن يختار بين الثلاثة، الحوثي، والشرعية، والانتقالي، لاختار الشرعية، رغم سلبياتها، لأن الأمل فيها، لحلحلة الوضع المتردي، فمجرد الشعور بالدولة يعد نصراً في عالم الإنسان، لأنه لو غابت الدولة، لسادت شريعة الغاب، ولأكل القوي منا الضعيف، فتمسكوا بالدولة المتمثلة في الشرعية، وسلامتكم.