مقالات وكتابات


الخميس - 14 فبراير 2019 - الساعة 11:13 م

كُتب بواسطة : العميد مساعد الحريري - ارشيف الكاتب



من الناس من ينظر الى الغد ويفكر فيه، ولكنها نظرة المتشائم، الذي يضع على عينيه غشاوة سوداء، ينظر من خلالها الى الحياة والناس والزمان والمكان،

فهو يؤسس  فقدان الثقة بالغد والأمل في السعادة، قد استقر في نفسه ان الأمور تسير من سيء الى الأسوأ، وان الحياة ليل لا يشقه فجر، ولا يمحو ظلامه شمس، وهذه نظرة محطمة هدامة للإنسان نفسه، ومن ثم للحياة والمجتمع من حوله.

ان حياة الإنسان من غير شعاع الأمل أضيق من حلقة الخاتم، بل من سم الخياط، وقديما قال الشاعر: «ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل»، كما ان حياة المجتمع بدون الأمل حياة جامدة ميتة لا روح فيها ولا حراك.

ان الدين والتاريخ والواقع كلها تعلمنا انه لا معنى للحياة مع اليأس، وان مع العسر يسرا، وان بعد الليل فجرا، ومن صور اليأس ومظاهر التشاؤم، ما آمن به كثير من الناس اننا اليوم في اخر الزمان، وان علامات الساعة قد ظهرت، وان الخير في زوال، والشر في إقبال، وان التدين يخبو مصباحه يوما بعد يوم، وان الكفر سيعم الكون، واذن لا أمل في علاج، ولا رجاء في إصلاح.

ليس الامر كما فهم المتشائمون بنظرهم السطحي، وفهمهم القاصر،تجاه استعادة ألدوله الجنوبية

 وكثرة تسريباتهم ومحاولات تشكيكهم بقضية شعبنا الجنوبي. وللأسف تأتي من بعضنا أكثر مما تأتي من غيرنا.

سيتحرر الجنوب ويستقل ويقيم دولته الجنوبية الفدرالية ”.. بحول الله وقوته وبكفاح شعبنا.. ولن تذهب تضحيات شعبنا سدى.

وما ضاع حق وراءه مطالب.

في هذه المرحلة يحتاج شعبنا إلى وحدة الصف الجنوبي وتكاتف كل القوى،على ان يدركوا ان المرحلة

ليست مرحلة اختلافات مناطقية أو قبلية أو اجتماعية.. بل مرحلة وفاق ووئام.. ولنترك جميعاً ما بيننا من اختلافات لتحلها دولتنا القادمة،

بإذن الله فالجنوب قادم خابت تنبئتكم البائسة وان غدا لنضرنا جمعيا