مقالات وكتابات


السبت - 10 مارس 2018 - الساعة 08:08 م

كُتب بواسطة : يسلم البابكري - ارشيف الكاتب


مثل هذا اليوم بالتحديد قبل 7 سنوات كان شباب شبوة من أطراف البحر الى عمق الصحراء يحزمون أمتعتهم للنفير نحو الوطن الجديد هذا الوطن كان (مخيم) في شارع في عاصمة المحافظة على بوابته عليك أن ت خضع لتفتيش دقيق وتعيد سلاحك من حيث أحضرته فلا مكان في هذا الوطن للسلاح فالسلاح في مفهوم الوطن الجديد هو بيد الجيش والأمن وحسب ..

في هذا الوطن أيضا لا مكان للعصبيات بأنواعها ولا العنصرية فالعدالة والمساواة قيم لابد وأن يتحلى بها الثوار فلاهتاف الا للوطن ولا نشيد ولا راية غير رايته ..

تخرج أمواج البشر الى الشوارع بهتاف منضبط ومسار واضح يهدون للأمن الورود يعتبرونهم اشقاء لهم لاخصم لهم إلا النظام العائلي وأدواته ..

يطالبون الشعب أن يشاركهم مطالبهم بورقة صغيرة أنيقة فيها طلب مهذب للمشاركة في (العصيان المدني) توزع مساء فيستجيب الناس طواعية ثم ترسل اليهم بطاقة شكر لتجاوبهم لم بجبر أحد على إغلاق محله ولا بسطته ومن لم يستجب فذاك خياره وقناعته ..

مضت الأيام والشهور سريعا فكان هذا (المخيم) أشبه بالجامعة التي تدرس الانتماء الوطني والنضال السلمي وتبدع في أدوات ووسائل التعليم فتحدث ثورة في كل مجال ، ثورة في الفن والموروث ، ثورة في الإعلام ، ثورة في غرس قيم السلام والإخاء ، كانت صلاتهم ثورة وأغانيهم ثورة ورياضتهم ثورة كل تفاصيل الحياة كانت تبني مجسم بديع (للوطن الجديد) ،دار الزمان وتغيرت الأحوال وتطورت الأحداث لكن خريجي ساحة التغيير لازالوا يحتفظون بتلك الروح وبتلك القيم التي زرعت في الأعماق ، دار الزمان وقد فقد رواد تلك الساحة نجوم من نشطائها شهداء في مقاومة غازي يريد انتزاع
حلمهم وبقي رفاقهم على العهد والطريق ..

في الذكرى السابعة لانشاء ساحة التغيير بعتق في 12 مارس 2011 التحية لكل ثائر قاوم الظلم والاستبداد بوقته وبصوته وبدعواته وبقلبه ، التحية لكل من قدم الى الساحة مناصرا أو أرسل للثوار وقودا يسرج به قنديل ثورتهم ..
الرحمة للشهداء الأبرار والنصر للمقاومين الأبطال ..
#يسلم_البابكري