الخميس - 10 يناير 2019 - الساعة 12:09 ص
عصر اليوم بينما كنت أتصفح بعض الفيديوهات في اليوتيوب صادفني فيديو مؤلم جداً من ناحية وفي نفس الوقت يدعو للفخر من ناحية أخرى .
فيديو يجمع فيه الصديق الرائع والمصور الشجاع النبيل نبيل القعيطي لقطات مواجهات حقيقية من معارك عام 2015 في عدن ولحج وأبين بين أبطال وفرسان المقاومة الجنوبية وبين قوات عفاش والحوثي آنذاك عند تحرير العاصمة عدن ومحافظات أخرى .
يُظهر الفيديو حجم الدمار الهائل الذي طال عدن الجميلة وحجم الحقد الذي تحمله قوات صالح والحوثي على عدن والجنوب في معركة لكأنها أُم المعارك بل وأشدها ضراوة .. وعند مشاهدتي لبعض اللقطات التي تتحدث فيها تلك الأم في أحد شوارع كريتر صبيحة العيد وتوَد أن ترسل التهاني العيدية ممزوجة برائحة البارود لأولادها البعيدين عنها ، وفجأة تقطع كلامها قذيفة هاون حطت بالقرب منها وعدد من المواطنين المتجمعين في المكان فتعود الأم لتتحدث مجدداً بعد تطمين الشباب لها وتقول ضاحكة : هل سيشاهدني أولادي أتحدث ويرون هذا المشهد !!؟؟ فتضحك مجدداً وتخاطب أولادها : هذا هو العيد يا قيس ويا خالد .. كل عام وأنتم بخير !؟!؟
في الحقيقة إمتزجت بداخلي مشاعر ليس لها نهاية عندما أشاهد الشباب يتقدمون ويتسابقون نحو المناطق والمباني التي يتحصن فيها العدو وكأنهم يتسابقون نحو خط النهاية في ماراثون رياضي وليس نحو فصل من فصول الموت واللاعودة .. كم ارتفعت معنوياتي وعانقت عنان السماء عندما شاهدت ذلك المقاتل المغوار الذي أصيب برصاصة في رأسه .. ويقول : سننتصر سننتصر والله العظيم أننا لن نتراجع وسننتصر .. أرض الجنوب طاهرة ولن تقبل عفاش والحوثي فيها .
مشاهد حقيقية مضرجة بدماء الشباب الطاهرين الذين روت دماؤهم تراب الجنوب .. هذه المشاهد كان فيها المصور والمخرج والمقاتل والفدائي المصور الجنوبي النبيل نبيل حسن القعيطي وعدد من رفاقه الإعلاميين والصحفيين .. والذين لا يقلّون أهمية ولا شجاعة ولا إستبسال من أؤلئك المقاتلين الشجعان في مقدمة خط النار .. يسابقون رصاص وقذائف العدو لرصد جرائم العدو وتوثيق بطولات شبابنا .
رحمة الله ومغفرته تغشى شهدائنا
ونسأل الله الشفاء العاجل لجرحانا
الحرية لمن تبقى من أسرانا
المجد كل المجد للوطن
#فارس_الحُسام
