مقالات وكتابات


الأربعاء - 02 يناير 2019 - الساعة 11:27 م

كُتب بواسطة : خالد الحميقاني - ارشيف الكاتب


في البداية لا بد أن نعرف لبعض الاخوه القراء عن القانون الذي كان يطبق في العصور الوسطى بمقاطعة "سكسونيا" أحد المقاطعات الألمانية والتي تعمل إدارة أمن عدن على ممارسته وتطبيقه على طبقة من الشعب لا تنتمي إليها ..

قانون "سكسونيا " وهو قانون ابتدعته حاكمة مقاطعة سكسونيا، إحدى المقاطعات الألمانية القديمة في العصور الوسطى .

وبموجب هذا القانون فإنّ المجرم يُعاقب بقطع رقبته إن كان من طبقة الشعب "الكادحة" الذين لا ينتمون إلى طبقة "النبلاء" أما إذا كان المجرم من طبقة النبلاء فعقابه هو قطع رقبة "ظله" بحيث يؤتى "النبيل المجرم" يقف عند شروق الشمس أو قبل غروبها ، فيقف شامخا منتصب القامة مبتسما، ساخراً من الجلّاد الذي يهوي بالفأس على رقبة "ظلّه" . حينها يصفق بعض "الرعاع" فرحا بتنفيذ العدالة ..

وهكذا فإن المجرم لو كان من الكادحين، والمغلوب على أمرهم تقطع رقبة أو يزج بالسجن ويُعاقب نتيجة فعلته ، أما سادة القوم أن اجرم أحدهم فلا يصاب بأي أذى لأن "ظله" هو من يحاكم ويزج بالسجن بمحاكمة صورية وراء القضبان .

مع هذا كله من الظلم إلا أننا نجد بان حاكمة مقاطعة سكسونيا كانت عدالتها تقيم بحسب العصر الذي تعيشه وذلك في المحافظة على طبقة النبلاء والتي تعتبر أحد ركائز الاقتصاد في المقاطعة ، بعكس مدير أمن مدينة عدن الذي يحافظ على طبقة البلاطجة و المجرمين وهذه الطبقة أحد اهم معاول الهدم للمدنية .

لا تختلف معاقبة النبلاء في سكسونيا ومعاقبة البلاطجة في عدن من حيث التنفيذ إلا أننا نرى ان هنا اختلاف في التمجيد !! أي بعد العقوبة يصير البلطجي "بطلا"

إذا كان الاعتذار يبرأ الجاني عن جريمته !! فلماذا لا تعطى فرصة لكل الجناه ليقدموا برائتهم !!! مع علمنا ان كل الجناة يحسون بالذنب والندم بعد ارتكاب جريمتهم بدقائق ولو كان الاعتذار سينجيهم لسارعوا في الاعتذار ليس للمجني عليه فقط بل لكل أفراد المجتمع واحد تلو الأخر .

وفي الأخير أننا نحمل ولي أمرنا رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي كامل المسؤولية عن سكوته مما يحدث في مدينة عدن من قبل أمن سونيا وقانون سكسونيا .

والله المستعان ..

#خالد_الحميقاني
2019/01/02م