مقالات وكتابات


الثلاثاء - 04 ديسمبر 2018 - الساعة 11:58 م

كُتب بواسطة : صالح الحنشي - ارشيف الكاتب




في لقا للسيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطه اليمن على قناه السعيده في الايام الاولى لدخول الحوثيين الى صنعا.. قال في رده على احد الاسئله .. ان اجتياح الحوثيين لصنعا جا بضؤ اخضر دولي.. بل بدعم دولي.. علىالاقل بدعم لوجستي..
كنا ايضا متابعين لما كان يجري وتابعنا سكوت دول الاقليم الذي يشبه الرضى.
هذه المواقف الدوليه والاقليميه هي من جعل مواقف الداخل بكل ذاك الارتباك . وانحنى للجميع للعاصفه ..
كان الكل يدرك ان الحوثيين قادمين. الى صنعا.لامحاله.
ولذلك لم يكن احد على استعداد للوقوف في وجه العاصفه. وهو يدري ان موقفه لن يجدي في شي....
ولم يقف موقف الجميع عند الحياد بل وصل لمحاوله تفادي غضب الحوثيين ..ونيل رضاهم في احيانا اخرى..
كان كذلك موقف الرئيس السابق صالح .. محايدا اثنا تدحرج الجماعه الحوثيه صوب صنعا ثم اعلان التحالف معهم لاحقا..
في رايي الشخصي. هناك عامل اخر محلي سهل مهمه الحوثيين دفع المنطقه الزيديه للالتحاق بالحوثيين .ومناصرتهم.وان ذلك لم ياتي بتوجيهات من صالح . وانما بتوجيهات من مرجعيات. زيديه اخرى .تدفعها مخاوفها من فقدان الهيمنه الزيديه على النفوذ والمصالح..
هذه المرجعيه اصبحت ترى في حميد الاحمر ومحسن وصالح مصدر تهديد على ضياع هذا النفوذ الزيدي.. ولذلك سحب البساط من تحت اقدامهم..
بينما ترى في عبدالملك الحوثي الزيدي الذي اخذ على عاتقه مهمه الحفاظ على هذا النفوذ..
استشعر ذلك حميد الاحمر. ومحسن مبكرا .. ومكنهم ذلك من النفاذ بارواحهم.. بينما لم يدرك صالح. ذلك الا بعد ان بدات قذائف الهاون. الحوثيه تتساقط في حوش منزله..

مايعزز اليوم حقيقه ان الاجتياح الحوثي لصنعا جا بمباركه دوليه هي مواقف المجتمع الدولي من الحوثيين التي اصبحت واضحه للعيان..
واصبحت اكثر وضوحا من خلال استماتت المبعوث الدولي في ايقاف عمليه تحرير الحديده ومساعدتهم في فرض شروطهم عند عقد اي جوله مفاوضات..
كما ان صمود الحوثيين كل هذه المده لايمكن ان يكون الا باسناد خارجي بالتاكيد ليس اسناد ايراني فقط..
السؤال الاهم. لماذا ارتضى اصحاب القرار. بالاجتياح الحوثي للعاصمه صنعا. ثم وافقو ا وباركوا بعد ذلك الحرب ضد الحوثيين ؟
ولماذا باركوا الحرب ضد الحوثيين . وفي الوقت نفسه غير قابلين بفكره اسقاط الحوثيين؟
للوهله الاولى قد تكون الاجابه انهم يريدون للحوثيين البقا .. ولكن في مناطق معينه.. هذا مايقوله موقفهم الحريص على عدم السماح باسقاط سلطه الحوثيين..
اما بالنسبه للقبول بالحرب ضد الحوثيين .فتعني عدم الرغبه في بقا الحوثيين في مناطق اخرى..
هنا ومن الاصرار على بقا الحوثيين ندرك وكانما ان الحوثيين وحدهم القادرين على تلك المهمه..المطلوب القيام بها..ولهذا ياتي التمسك ببقائهم..

لكن وفي مرحله معينه حين يتكشف الدور المطلوب من الحوثيين الذي قد يتعارض مع مصالح المرجعيه الزيديه . اتحدث هنا عن مرجعيه المصالح والنفوذ . قد تتغير الامور في لحظات ويتغير موقف المنطقه الزيديه من الحوثيين فيعود الحوثيين مجرد جماعه صغيره كما ماكانت عليه ايام بداياتها في صعده. وبهذا بفقد الحوثيين القدره على ادا الدور المطلوب منهم.
وهنا سيتم خلط اوراق اللعبه
وتعاد الامور الى نقطه الصفر..
في اعتقادي ان. الكم الهائل من التعقيدات في المشهد تؤكدحقيقه واحده ان الحرب ستطول . وان المشروع الدولي في اليمن لن يتم انجاحه بالاليات التي مازالت متبعه الى الان.. فربما سيتم استبدالها باخرى قد تكون نوع. اخر للحرب مختلف عن الحرب القائمه.

و ان المفاوضات بشكلها الحالي تؤكد ان وقف الحرب مازال بعيدا . وان جولات التفاوض ليست اكثر من فرص للاستعداد لجولات جديده من الحرب..