مقالات وكتابات


الأحد - 25 نوفمبر 2018 - الساعة 10:59 م

كُتب بواسطة : فارس الحسام - ارشيف الكاتب



شاهدنا مؤخراً مقاطع فيديو يظهر فيها أشخاص حوثيين وبينهم أطفال يقيمون حسينيات اللطم والنواح كما نشاهدها في العراق وإيران ، لم نستغرب أن نرى هذه المشاهد في صنعاء اليمنية في ظل سيطرة مليشيات الحوثي عليها وعلى مناطق أخرى هي أبعد مايكون على التبعية لمذهبهم المستورد من حسينيات كربلاء وقُم ، فكل جماعة مذهبية أو طائفية أو إثنية يكون هدفها الإستراتيجي هو السيطرة العقائدية قبل السيطرة على الأرض ومقدرات البلد .

الحوثيون وعلى مر عقدين من الزمن ظلوا يعملون ليل نهار على القيام بأخطر مهمة في تاريخ اليمن وتتمثل بتحويل الزيدية اليمنية المعتدلة إلى الشيعية الطائفية المتطرفة ، وذلك لضمان حصولها على مباركة ولي الفقيه في إيران وإعتمادها كعاصمة رابعة لإيران في الجزيرة العربية كما يصرح الإيرانيون بذلك .

تفخيخ وتفجير المساجد والمعاهد الدينية ( اليمنية ) ، وإقامة الحسينيات في الحوزات الدينية التي لم يسمع عنها اليمنيين إلا اليوم وممارسة البدع الغريبة من اللطم والنواح على ما لايعلمون بل على مايؤمرون من ملاليهم المراهقين من صبية كهوف مرّان ليست سوى فاصلة قولية تدل على مابعدها ؛ ومابعدها وضع لا يسُرُّ عدو ولا صديق .

تغيير ديموغرافيا اليمن له أبعاد متشعبة .. معقدة .. وكثيرة ، فالهدف ليست اليمن كغرافيا فحسب بل تمتد لتصفية حسابات عمرها بعمر الإسلام .. كما هو هدفها الآخر بالسيطرة التامة على الخليج العربي وفرض مشروع الخليج الفارسي الذي تقاتل طهران لأجل تحقيقه .

ضرب دول الخليج خارج نطاق جغرافية كل دولة ، لم تجد طهران أرضاً مناسبة لبدء معركتها الواسعة ضد دول الخليج أكثر مما وجدته في اليمن ، وإيجاد حليف يقاتل ويدمر حتى الموت لأجل تثبيت الخنجر المسموم في خاصرة الخليج لن يكون أكثر مما وجدوه في الحليف الحوثي وحلفاؤه المتلونين حسب نسبة القوة والدفع المسبق .

إذاً لم تكن الحوثية مجرد حركة مسلحة إنقلبت على الدولة وسيطرت على صنعاء ومحافظات أخرى فحسب ، بل هي ذراع إيراني خالص .. طائفي مذهبي إثني سُلالي .. تسعى لخلق واقع جديد مغاير لما عرفه العالم عن أصالة اليمن وتاريخها القديم الضارب في جذور الحضارات العريقة .. فهل ستتحول اليمن من أرض أصل القبائل العربية إلى أرض القنابل الإيرانية ... !!؟؟