مقالات وكتابات


الجمعة - 23 نوفمبر 2018 - الساعة 01:31 ص

كُتب بواسطة : أ. أديب صالح العبد - ارشيف الكاتب


يقف الجنوب اليوم بين مفترقي طريق تتجاذب مصيره ومصير قضيته التي اصبحت قضيه تذيل في جميع قرارات مجلس الامن الدولي والامم المتحده وايضا لايوجد اليوم اي جنوبي ينكر وجود هذه القضية بعد كل ما قدمه شعب الجنوب من تضحيات فحتى من ظل ينكر وجود هذه القضيه اصبح اليوم مقرا بوجودها واصبحت التباينات موجوده فقط في طريقة واليه حلها كون من ظل من جنوبي السلطه ( المؤتمر الشعبي العام ) طيلة الفترة الماضية ينكروا وجودها نتيجة للمغريات التي ظل يقدمها لهم نظام علي عبدالله صالح اصبحوا مابعد ثورة الشباب في العام 2011م اكثر تشددا بخيار الاستقلال وذلك نتيجة لفقدانهم مصالحهم من سلطة صالح التي شارفت على النهاية واعترفت هذه الشله من الجنوبيين بالقضية الجنوبية بعد ان كانوا يشرعون لنظام صالح قمع الفعاليات للحراك الجنوبي السلمي .

الشريحة الاخرى من الجنوبيين وهي جنوبيو منظومة حزب التجمع اليمني للاصلاح جناح تنظيم الاخوان المسلمين والتي شاركت في غزو واحتلال الجنوب في حرب صيف 94م ومع تغيير موقف حزب الاصلاح من نظام صالح الذي نكث بكل وعوده لهم وانضم حزب الاصلاح في منظومة اللقاء المشترك مع الحزب الاشتراكي اليمني الذي برز فيه تيار اصلاح مسار الوحده بقيادة الزعيم حسن باعوم والدكتور محمد حيدره مسدوس والدكتور عبدالرحمن الوالي وكوكبه اخرين , حيث انتقل تيار اصلاح مسار الوحده الى حزب الاصلاح وتم الاقرار من قبل حزب الاصلاح نكايه بنظام صالح بان الوحده خرجت عن مسارها واصبحت بحاجه لتصحيح المسار في الوقت الذي تصاعدت الدعوات لقيادة حزب رابطة ابناء الجنوبي العربي بقيادة السيد عبدالرحمن الجفري والمطالبه باعادة صياغة الوحده في اقليمين مرورا بظهور ملتقيات التصالح والتسامح وجمعيات المتقاعدين وهيئات النضال السلمي الجنوبي حتى العام 2011م والذي تحالف فيه حزب الاصلاح مع الحوثيين وبقية المنظومه السياسية ضد نظام صالح وحزبه, ومن هنا بدأ التغير تماما في موقف جنوبيو حزب الاصلاح وقيادتهم بصنعاء كونهم اصبحوا قريبين من سدة الحكم واصبح التظاهر والاعتصام حقا ممنوعا للجنوبيين وايضا اصبح دعاة الاستقلال مجرمين يجب محاسبتهم باشد الاحكام .

جاءت مرحلة احتلال الحوثين لصنعاء وهرب منها قيادات وعناصر حزب الاصلاح وسلموا صنعاء بردا بسلام في غضون ثلاث ساعات للحوثيين وقبلها دماج وعمران ومباشره تحركت قيادة الاصلاح الى صعده للقاء عبدالملك الحوثي والعوده الى صنعاء وتوقيع ماعرف باتفاق السلم والشراكة , وبعد اعتقال الحوثين للرئيس عبدربه منصور هادي بدأت قيادة الحزب بعقد لقات مع الحوثيين للاتفاق على مابعد الرئيس هادي وبداء خطاب جنوبيو حزب الاصلاح متقارب مع الحوثيين بعدم اعطاء الحق للجنوبيين باستعادة دولتهم حتى دخل هروب الرئيس هادي من صنعاء ودخول الحوثين عدن ومن ثم انطلاق عاصفة الحزم والتي كانت السبب لجعل قيادات الاصلاح تنكث بكل الاتفاقات التي ابرمتها مع الحوثيين واعلان موقفها مع شرعية الرئيس هادي ومع عاصفة الحزم وخروج قياداتهم من الطابور الاول والثاني الى الرياض وكانت انتفاضة ابناء الجنوب وتحريرهم للجنوب من الحوثين اعطت الامل للتحالف بان هناك ارض اصبحت محرره وجاهزه للانطلاق منها ليتم تحرير مابقي , كما وعادت الامل الى كل من غادروا وتركوا البلد هربا من الحوثيين , وبدأ موقف حزب الاصلاح يتغير تماما من قضية الجنوب .

كما كان لمقتل علي عبدالله صالح دورا كبيرا بعد مقتله من قبل حلفاه الحوثيين وهذا جعل الغالبيه من جنوبيوا المؤتمر ممن لازالوا يدينون بالولاء والطاعه لزعيم حزبهم فقد تقطعت بهم السبل واختاروا امر الخيارين وهو الاعتراف بقضية الجنوب باعلى سقوفها وهو الاستقلال والتحرير , اليوم وبعد ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي والذي يلتف حوله غالبية شعب الجنوب نكث حزب الاصلاح بكل خطاباته ووعوده وتصريحات قياداته واصبح اكثر تمترسا ضد القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره مستغلا كل امكانيات شرعية هادي التي اعادها له ابناء الجنوب بعد خروجه الى عمان للتعبيه والحشد الاعلامي ضد القضية الجنوبية وايضا مستخدما جنوبيو حزب الاصلاح للدفع بهم في الخطوط الاماميه لمواجهة اهلهم في الجنوب وذلك مقابل الوظائف والرتب والمال الذي يمنحوه لهم ليقومو بنفس الدور الذي كان يقوم به جنوبيو حزب المؤتمر ونظام صالح , السؤال وبعد كل مامر به الجنوب اليوم هناك طريقين تتجاذب مصير الجنوب وهي طريق المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي والمقاومه الجنوبية والمجلس الاعلى للحراك والمطالب بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب وهذا الطريق لديه من القوه العسكريه والشعبيه الكثير والكثير وماينقصه هو المال والدعم والتايد الدولي الواضح والصريح وبالنسبه للتايد الدولي من المعروف بانه لن ياتي الا اذا تم العمل بفرض سياسة الامر الواقع , والخيار الاخر هو خيار مشروع الاقاليم السته والتابع لمن بقي في شرعية هادي والتي يمثلها حزب الاصلاح جناح تنظيم الاخوان المسلمين وهذا الطريق يمتلك المال وايضا التايد الدولي ولكنه يفتقر للتايد الشعبي في الجنوب فيا ترى الى اين سيتجه الجنوب ؟؟؟