مقالات وكتابات


الإثنين - 12 فبراير 2018 - الساعة 09:49 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


منذ شهر ونيف والأخبار تتواتر وتتوالى عن الهجرة السياسية والعسكرية من الشمال إلى عدن بعد أن (غُدر) بحليف الحوثيين وبات جميع السياسين وأنصار صالح في مرمى نيران الحوثيين ورصاصاتهم (الغادرة) التي أردت بــ ( صالح) في أواخر العام الماضي..

حتى باتت (الهجرة) الهستيرية للكثير من العسكريين وحلفاء صالح صوب الجنوب شيئا اعتياديا في ظل (التشظي) والتخلل للصف الجنوبي والشتات فيما بين البعض واختلاف الرؤى والأفكار للكثير منهم وضياع القضية الجنوبية في هذه المعمعة السياسية بعد أن عانقت السماء حيناً..

أنا لست ضد هجرة الشماليين إلى الجنوب؛ فاللجوء والهروب من الموت والهلاك هو حق لكل من يعارض أو يخالف سياسية الحوثيين ويغرد خارج سرب (جماعتهم) الضالة فكرياً وعقائدياً ووطنياً, ولكنني ضد أن يصبح الجنوب (ثكنة)عسكرية للكثير من العسكريين الشماليين ويُعاد من خلالهم إنتاج (سياسة) القمع والقتل والتدمير والاحتلال للجنوب بحجة تحرير (الشمال) الذي لن يتحرر أبداً طالما وقاداته ولوا (الأدبار)..

أنا مع حق التعايش لجميع أبناء (اليمن) تحت سقف الأمن والأمانة والمساواة الحقيقة التي يتمناها كل مواطن شريف بسيط, ولكنني ضد أن نكون (أغبياء) للدرجة التي تجعل من القيادات العسكرية الشمالية تعود (للجنوب) وتستعيد قوتها ومكانتها وتعزز وجودها في أراضيه تحت غطاء التحالف العربي أو الشرعية أو حتى تحت (مسميات) وحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان..

لا نريد أن تتكرر أخطاء الماضي وسلبياته, ولانريد أن يتم (قتلنا) وتدميرنا من الداخل ممن فتحنا لهم مدننا ومنازلنا وآويناهم, لانريد(ألبته) أن يبني هؤلاء العسكريون قواعدهم ومعسكراتهم تحت مسمى (محاربة) الحوثيين, ثم تُستخدم ضدنا ونعود (لنقطة) الصفر ونخوض حرباً أخرى مع حليف الحوثيين بالأمس ولكن من الداخل..

فالدماء التي سالت, والأرواح التي أزهقت, والمنازل التي دُمرت, والحياة التي تعطلت, والوطن الذي (توجع) من الحروب المتتالية عليه من (حلفاء) الشمال وشركاء (الوحدة) المشئومة كافية لأن نتعلم منها الدروس ونأخذ منها العِبر’ كي لا نكرر الأخطاء الجسيمة وبنفس الغباء والسذاجة التي كنا عليها فيما مضى..

ومايعيشة الوطن (الجنوبي) خاصة واليمن بشكل عام يكفي لأن نكون حذرين من هذه القيادات التي لا أظن أنها (ستنسلخ) من رداء (الولاء) أو تتنازل عن شعارها المقدس (الوحدة أو الموت), وسيكملون (مشوار) الأب (الروحي) لهم, المغدور به (صالح), فهم هالكون دون الوحدة, وفقراء دون خيرات الجنوب وثرواته..

يجب أن ننظر جميعا لهذا التوافد العسكري والهجرة للقيادات الشمالية صوب الجنوب بعين الاعتبار, والتعامل معها بحذر شديد لضمان عدم تكرار سيناريو القتل والتدمير والتنكيل والاحتلال والبسط على كل شيء في المحافظات الجنوبية.. والله من وراء القصد..