مقالات وكتابات


الأربعاء - 31 أكتوبر 2018 - الساعة 09:17 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب


في أول تصريح رسمي له، قال رئيس الوزراء معين عبدالملك أنه سيدير الحكومة بأسلوب علمي.. وفي أول عمل له، أغرق (معين) الخزينة العامة بدين مالي ثقيل قدره (مائة مليار ريال) بإجراء لا صلة له بعلوم الإدارة والاقتصاد، وسيهوي بالجنوب اقتصاديا ويحمله ديون باهظة ستنهكه!.

بجرة قلم، استدانت حكومة الشرعية الجديدة يوم الأحد الماضي من بنوك يمنية سمتها بـ (بنوك إسلامية) مبلغ مالي مهول بلغ (100 مليار ريال يمني) وبفائدة مالية مترتبة عليه بلغت (17 مليار ريال يمني)، ضاربة عرض الحائط بتحذيرات البنك المركزي في عدن من أن العبث المالي الحكومي لشرعية فنادق الرياض وإسطنبول قد أصبح مكشوفا بعد إفراغه الخزينة العامة من (ستمائة مليار ريال يمني) تم طبعها مؤخرا في روسيا وتبخرت في الهواء خلال عام واحد.

إن إصدار سندات (دين حكومي) إجراء مالي لا تلجأ إليه الحكومات في أي دولة إلا لإنشاء مشاريع استثمارية تنهض باقتصادها ووفق دراسات جدوى تؤكد أن المشروع الذي استدانت الحكومة أموالا من البنوك لأجل تنفيذه هو من سيسدد الدين من أرباحه.. أما في حالة شرعيتنا اليمنية فقد أقدمت الحكومة على الاستدانة وتحميل الخزينة العامة دينا ثقيلا ليس لتنفيذ مشروع يعزز الاقتصاد المنهار للبلاد بل لإنفاقه على مسؤوليها المستجمين في منتجعات الخارج منذ أربع سنوات وصرف مرتبات خيالية لهم بالدولار الأمريكي فيما شعب الجنوب يتضور جوعا.

فعن أي علم وتخطيط وإدارة يحدثنا (معين الشرعية) باستدانته مائة مليار وهو يدرك جيدا أن خزينته العامة مفلسة ولن تقوى على السداد للبنوك ما سيضاعف الفائدة ويرفع قيمة الدين، وألا يدرك أن خطوته هذه قد حولت الخزينة العامة من (مفلسة) إلى (مفلسة – مديونة)، وتدفع بالوضع الاقتصادي من السيء إلى الأسوأ، وسيترتب عليها مزيدا من انهيار العملة المحلية ومفاقمة معاناة المواطنين.

الأمور أصبحت واضحة، حكومات الشرعية السابقة التهمت ستمائة مليار ريال طبعت في روسيا وثلاثة مليارات دولار قدمتها السعودية، وحكومة الشرعية الجديدة دشنت عهدها باستدانة مائة مليار ريال ستلتهما وستتبعها مئات مليارات أخرى، ولن يتبقى للشعب لعقود قادمة من الزمان سوى اقتصاد منهار ومفلس ومديون لا يقدم للمواطنين في الجنوب غير الأزمات والمعاناة والفقر والمجاعة الوشيكة، بمسلسل فساد يمني سيتواصل طالما ظل هذا الجنوب مجرد أداة بيد القوى الاقليمية وعاجزا عن توحيد صفوفه والانتصار لقضيته وشعبه.. فإلى متى تبقى قيادات ومكونات وقوى الجنوب حبيسة تبعيتها وانبطاحها لمشاريع دول الإقليم بينما شعبهم ينهب ويذل ويجوع؟! أليس فيكم رجل رشيد؟!.

أخيرا.. ما هكذا تورد الإبل يا (معين) إلا أن كانت مهمتك هي الإجهاز على آخر ما تبقى من مقدرات في الجنوب ظلت طفيليات الشرعية تقتات عليها منذ أربع سنوات، ويبدو أنها باتت الآن في عجلة من أمرها للإجهاز على كامل الوليمة بعد إعلان أمريكا قرب تسوية سياسية في اليمن ستوقف (مولد) الحرب وتنهي(حمص) التحالف وإسطنبول والدوحة.