مقالات وكتابات


الأحد - 21 أكتوبر 2018 - الساعة 02:35 ص

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب



بعد شد وجذب طوال 18يوم كانت النهاية الدراماتيكية والمأساوية للصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية في تركيا صادمة للجميع!!

الرواية السعودية للحادثة لم تكن مقنعة على اﻹطلاق!! 
جميع المعطيات والملابسات لحادثة اﻹختفاء تشير إلى تورط القنصلية السعودية في اسطنبول منذ البدايه!!
كانت أول تلك الخيوط هي أن كاميرات المراقبة الخاصة بالقنصلية تصور دون تسجيل وهذا الكلام غير مقنع البته!!
كيف يمكن أن نتقبل مثل هذا الطرح الغبي والغير العقلاني!! 
انا ومنذ أن سمعت هذا العذر والتبرير تيقنت أن الحادثة ليست إختفاء وحسب بل هي أكبر من ذلك بكثير !!

لا أريد أن أخوض في تفاصيل الجريمة البشعة والنكراء والذي أعتقد أن الجميع على دراية ومعرفة بكافة فصولها وأحداثها!!
ولكن سأتكلم عن أعتراف النائب العام السعودي بتورط جهات أمنية وإستخباراتية سعودية بالحادثة!! 
دعونا نساير تفاصيل الإعتراف الضعيفة والمهزوزة خطوة بخطوة حيث وضح أن الوفاة ناتجة عن عراك بين خاشقجي وبعض أشخاص من فريق التحقيق الذي قدم من السعودية خصيصآ لغرض التحقيق واﻻستجواب..

هذا العراك أفضى إلى الموت ..
اذن لماذا لم يتم تسليم جثة خاشقجي للجهات اﻷمنية التركية ومن ثم عرضة على الطبيب الشرعي ليؤكد سبب ألوفاة حتى تخلي القنصلية السعودية مسؤوليتها الكاملة وحتى تثبت براءتها من حادثة القتل العمد!!
مهما كانت الدوافع واﻷسباب لا يمكن أن توصل ﻹرتكاب مثل هذه الجريمة التي هزت العالم!!
هنا يحق لنا أن نتساءل ما نوع التهمة وطبيعتها التي استوجبت حضور 15 رجل عسكري واستخباراتي من السعودية وعلى وجة السرعة للتحقق مع خاشقجي؟!
واذا كان الغرض من وصول هذا الفريق للتحقيق فقط..لماذا كان من ضمن أعضاء الفريق إختصاصي في علم التشريح؟!
بعد هذا اﻹعتراف أصبح العالم على يقين أن هذه الجريمة لم تكن عشوائية بل هي جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد .. جريمة مكتملة الأطراف وما يؤكد صحة كلامي هذا هي الطريقة البشعة واللا إنسانية والغير إخلاقية في التخلص من جثة خاشقجي!!

ما يحز بالنفس وبالرغم من ثبوت تورط السعودية نسمع من يدافع عن هذه الجرائم وعن المتورطين فيها!!
ألمستغرب في الأمر أن يكون هامة وعلم من أعلام المسلمين كالشيخ السديس يدافع وبإستماته عن كل اﻷعمال والتصرفات الخاطئة لﻷمير محمد بن سلمان فما بالنا بجريمة قتل مسلم بدم بارد!!
أين نحن من:
{ أن تهدم الكعبة حجرآ حجر أهون عند الله من اهدار دم امرئ مسلم}
ونحن في هذا الزمن الصعب ما أحوجنا إلى علماء دين يقولون كلمة الحق في وجة سلطان جائر!!

السؤال المهم ..أين الجثة؟!
هذه الجريمة وهذه الغلطة الساذجة ستكلف السعودية غاليآ ليس بفرض العقوبات عليها فقط ولكن ستكون ورقة ضغط وإبتزاز ضدها!!
ومن اﻵن على العائلة الحاكمة في السعودية تجهيز الشيكات وبمبالغ خيالية ثمن دية خاشقجي والتي لن تدفعها لعائلته المكلومة بمقتله بل لتشتري سكوت وتغاضي الدول الكبرى بشأن جريمة القتل!!
واخيرآ... ((ياأمة أبتزها الغرب بسبب حكامها))