مقالات وكتابات


الإثنين - 15 أكتوبر 2018 - الساعة 08:08 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب


كذب.. ما قيل عن لجم الإمارات تحركات المجلس الانتقالي لإسقاط الحكومة ليست سوى كذب يراد به خداع المواطن مجددا.
قلنا سابقا ونكرر بأن الأمر لم يكن سوى (تهويش) للشرعية على الطريقة المصرية (سيب وأنا سيب) والمؤسف قبول المجلس الانتقالي بأداء هذا الدور والتحول إلى فزاعة تحركها الرياح.
حذرنا مرارا من مغبة التمادي في اللعب على وتر القضية الجنوبية، وأكدنا أيضا مرارا – حتى نكاد نصاب بالمرارة – من أن المواطنين في الجنوب لم يعودوا يطلبون سوى لقمة العيش والخدمات والأمن والاستقرار وأصبح الاستثمار السياسي المقيت لمعاناتهم مفضوح لدمن قبلهم يهم ومرفوض جملة وتفصيلا.
الشارع الجنوبي ليس غبيا كما ظن البعض، ورفضه اليوم الزج به إلى صراع (جنوبي – جنوبي) عقيم وعبثي بمثابة صفعة قوية وجهها إلى وجوه من ظلوا يستثمرون معاناته ويتاجرون بتطلعاته قبل الحرب الأخيرة وبعدها لجني مكاسب مادية شخصية بعيدة كل البعد عن قضية الجنوب وأهدافها وبذات الوقت لا تمس المتطلبات الآنية للجنوبية في ضل ما يعانونه من تردي معيشي وانهيار اقتصادي وخدماتي وأمني.
كافة القوى ودون استثناء مطالبة بالوقوف مليا أمام الأسباب الحقيقة لفشل المجلس الانتقالي بما فيهم المجلس نفسه، واستخلاص حقيقة أن خدمة المواطنين وتحسين أحوالهم السبيل الوحيد للحصول على تأييدهم ومساندتهم، والابتعاد عن الخداع الذي لن ينطلي إلا على صاحبه أما الناس فقد أصبحوا مدركين لكافة الحقائق.
إطلاق التصريحات الرنانة، والوعود الوردية، والشعارات الثورية، جميعها أسطوانة مشروخة لا تخفض الأسعار التي تحرق كبد المواطن الغلبان، ولا توفر لمريض حبة دواء، ولا تنهي أزمات المحروقات والخدمات وانفلات الأمن، من يريد إثبات صدق وطنيته سوى النزول إلى الشارع تماما كما كان يفعل محافظ عدن الشهيد (جعفر محمد سعد) والعمل كما كان يعمل من الميدان على انتشال أوضاع المواطنين وتحسينها بوطنية وشجاعة لم نراها في أحد غيره منذ تحرير عدن والجنوب وحتى اليوم، وعدا ذلك من الاستمرار في الصراع والمماحكات السياسية فلن تسفر إلا عن مزيد من الفشل وتفاقم التردي غير المسبوق الذي اشتركت جميع القوى بنزقهم السياسي في التسبب فيه.
يا معشر قادة وساسة وقوى الجنوب وعاصمته عدن المنكوبة بكم، انظروا إلى (مأرب) جيدا، ثم اسألوا أنفسكم: لماذا هناك دولة مؤسسات وهنا فوضى منعت عودة المؤسسات ونفت الدولة؟ لماذا سعر المحروقات بمأرب لا يزال (3500 ريال) ومتوفر للمستهلكين وفي عدن بـ (7800 ريال) ومنعدم؟ ولماذا الأمن في مأرب مستقر وفي عدن منفلت؟ ولماذا أطفال مأرب يدرسون وأطفال عدن يعادون إلى عصور الجهل والأمية بفرمان تجهيلي من نقابة المعلمين الجنوبيين؟ لماذا انتعش الاستثمار ونهضت صحراء مأرب وتحولت خلال عامين إلى مدينة متألقة فيما تذبح عدن بشل مفاصلها الاقتصادية؟ لماذا وظفت مأرب كافة أبنائها في محافظتهم وحرم أبناء الجنوب من حقهم في التوظيف بنطاق محافظاتهم وأصبح خيارهم الوحيد الموت برمال الساحل الغربي لتوفير معاش لأطفالهم؟ وألف لماذا ولماذا من الأسئلة التي تكشف حقيقة نجاح من يعملون هناك بمأرب فشل من يتصارعون هنا في عدن!.
باختصار.. عدن لم تعد تريد أكثر من أن تصبح بمستوى مأرب لو كنتم تعقلون أو في صدوركم ذرة من وطنية.