مقالات وكتابات


السبت - 22 سبتمبر 2018 - الساعة 09:43 م

كُتب بواسطة : أ. أديب صالح العبد - ارشيف الكاتب


للاسف الشديد مازالت ثقافة الشمال التي غرست وجسدت في الكثير من ابناء الجنوب تتاصل وتترسخ برغم كل المتغيرات فمن خلال عبوري للطريق العام من شبوة إلى عدن لاحظت مدى الانضباط الكبير لدى افراد النخبة الشبوانية وتقديمهم الخدمات للمسافرين منها الدعم النفسي الذي يشعر المسافر بانه امام مؤسسة امنية تمتلك من الخبره والولاء والحب للوطن الكثير والكثير , ولكن للاسف الشديد سرعان ماوصلنا إلى خبر لقموش الساعة التاسعة مساء من ليل الاربعاء الموافق 19 سبتمبر لنتفاجى بقطاع قبلي يقطع الطريق ويحتجز كل السيارات المتوجهه للعاصمة عدن في مشهد يعيد الذاكرة بنا لعهد علي عبدالله صالح .

طبعا غادرنا موقع القطاع الساعة الحادية عشر والنصف ليلا بعد اقناعهم بان الدينة التي معنا تحمل بصل والبصل سيفسد اذا تأخر , واقتنعوا وغادرنا وخلفنا عشرات السيارات , وعلى بعد نصف كيلو توجد نقطة حكومية استوقفنا افرادها وبعد الاجابة عن كل اسئلتهم تفاجانا بهم يطلبون (حق النقطة) اعطاهم صاحب السيارة الف ريال يمني وكما هي بقية النقاط حتى نقطة المعجلة تطلب حق النقطة حتى نقطة لحمر ومابعدها فهم يتمتعون بسلوك ممتاز اما اغلب هذه النقاط تطالب سائقي السيارات ( حق النقطة) حتى ولو عودين قات او حبه دخان.

في نقطة يلبس افرادها زي القوات الخاصة يتم قطع سند رسمي بمبلغ 500 ريال يمني , اما النقطة الواقعة بمدخل زنجبار هي ايضا يطالب افرادها بحق النقطة , وايضا النقطة الواقعة بوسط الشارع العام بزنجبار , اما النقطة الواقعه عند مدخل الجسر وانت خارج من زنجبار فيقف احد الشباب يطلب من السيارات الكبيرة والمتوسطة العوده عبر الطريق البحري بحجة ان الجسر لا يتحمل للسيارات ومع الحاح البعض بالعبور يسمح لهم الا انه يطالبهم ايضا باعطاءه حق النقطة مقابل العبور .

للاسف الشديد هذه الثقافة ترسخت وتجذرت وللامانة مثل هؤلاء لايعتمد عليهم اطلاقا لتامين الطريق فمبلغ الف ريال يمني يجعله يسمح لك بالعبور مهما كانت حمولتك, ولهذا يسمع الجميع بالقبض على سيارات تحمل اسلحة وغيرها عبرت بالعشرات من النقاط.

وفي نقطة العلم يأتي فصلا اخر فهناك من يقق بدفتر السندات ويطلب مبلغ 500 ريال يمني على اي سيارة تحمل حمولة ستدخل عدن , كنت باحد السيارات وعندما خاطبه سائق السيارة لدي سند دفعت فيه مبلغ 500 ريال يمني في ابين رد عليه الرجل الامر لايعنينا والقانون لايحمي المغفلين , عندها رأيت صاحب السيارة متذمر يقوم بدفع هذه الضريبة مجبرا.

من هنا وصلت إلى حقيقة مره وهي اننا في الجنوب بحاجه لثورة جاده لاستعادة اخلاقنا وقيمنا التي فقدها البعض واصبح اداه للشيطان يزين له الباطل حق والحق باطل , اتمنى ان تصل رسالتي هذه للمسؤولين عن النقاط الامنية في ابين وان ناتي خلال الايام القليلة القادمة عبر هذا الطريق وقد رأينا تغيرا ملحوظا في ادبيات وسلوكيات جنود النقاط , وقد انتهى (حق النقطة) هذا المصطلح الذي هو دخيل على امننا وجيشنا .