مقالات وكتابات


الأحد - 02 سبتمبر 2018 - الساعة 05:55 م

كُتب بواسطة : محمد البجح - ارشيف الكاتب


مازال الريال اليمني يعاني انهيارات متتالية في سوق صرف العملات أمام العملات الاجنبيه ورغم هذا الوضع الخطير للعملة المحليه وانعكاسه السيء على توازنات الاقتصاد الوطني لم يتخذ أصحاب القرار في دول التحالف العربي وحكومة الشرعيه أي إجراءات جديه لإنقاذ الريال ووقف تسارع انهياره المتتالي

إن المتابع لتاريخ سعر صرف الريال مقارنة بالدولار الامريكي مثلا يجد أنه في عام 2014م اي قبل الحرب كان الدولار 210 ريال في سوق صرف العملات ومع اندلاع الحرب بدا بالانخفاض حتى أصبح اليوم يساوي 620 ريال أي أن الانهيار مقابل الدولار يقدر بحوالي 120% وهذا انهيار فضيع ويتحرك بوتيرة متسارعة ومؤذن بالخراب المالي والنقدي إن لم يتم اتخاذ اجراءات سريعه لوقف هذا الانهيار

وهناك عدة اسباب رئيسيه ادت الى تقهقر الريال أمام العملات الاجنبية اهمها الفساد المستشري داخل اروقة الدوله وتوقف مصادر الدخل في اليمن كالنفط والغاز والمواني والمطارات التي تعتبر من اهم مصادر الدخل للعملة الصعبه بالاضافه الى عجز التوازنات الماليه والاقتصاديه الكبرى والتي تؤدي رأسا لضعف قيمة العمله المحليه فالعمله هي دائما انعكاس لحالة الاقتصاد فإذا مرض الاقتصاد مرضت العمله وإذا تعافى الاقتصاد تتعافى العمله..
إن السياسه المتبعه حاليا بالالتجاء للقروض الخارجيه لسد العجز ليست هي الحل الامثل للإنقاذ الاقتصادي وإنما هي مجرد مسكنات أو عمليات هروب للأمام تجنبا للكوارث

إن أصحاب القرار الاقتصادي والمستشارين الاقتصاديين في دول التحالف وحكومة الشرعيه لم يستوعبوا بعد خطورة الوضع الاقتصادي وضرورة العمل من اجل الحفاظ على قيمة الريال اليمني ومازالوا في سبات عميق وعجز مريب عن تحمل مسؤولياتهم في إنقاذ اقتصاد البلاد وإنقاذ العمله أحد أوجهها
ولذلك نقول لدول التحالف وحكومة الشرعيه انقذوا الريال اليمني قبل أن يفقد مابقي له من قيمة خاصة بعد تفشي محلات الصرافه للعملات الاجنبيه في العتمه والاماكن المظلمه والتي يتحكم فيها تجار السوق السوداء الموازيه وعصابات المال المتنفذه تحت أنظار الجميع .... سوق الصرف الموازيه وما أدراك ما سوق الصرف الموازيه