مقالات وكتابات


الجمعة - 10 أغسطس 2018 - الساعة 12:44 ص

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


تجدهم في ميادين الشرف والبطولة, وفي ساحات النزال والوغى, يحملون (أكفانهم) على أكفهم, يجابهون الموت وكلهم (شوقا) ولهفة له, ويتسابقون لنيله الشهادة دون خوف أو وجل أو تردد, يزأرون (كأسود) غاضبة,ويملئون الدنيا (خوفاً) ورعباً..

حينما يسقط الواحد منهم (شهيداً) , أو (جريحاً) يكمل الآخرون مشوار الموت أو التحرر والدفاع عن الأرض والعرض والدين والذود عنها, لايتقهقرون أو يتراجعون أو يخافون, بل يحملون (شهيدهم) أو جريحهم وأسلحتهم تزمجر وتقذف (حممها) ورصاصاتهم على العدو, والسنتهم (تلهث) بالتهليل والتكبير رغم وجع (قلوبهم) وحزن (أرواحهم)..

لا تجد ساحة نزال, أو ميدان حرب, أو جبهة قتال, إلا وفيها منهم الكثير والكثير, يقاتلون (جنباً إلى جنب مع من (ينعتونهم) ويقللون من قدرهم, فقد ذابوا في ذلك الميدان وباتوا كالجسد الواحد, همهم واحد وهدفهم واحد وعدوهم واحد..

يقول عنهم (المتشدقون) , ويصرف لهم (صكوك) الخيانة والعمالة (الناقصون), ويكيلون عليهم من التهب (والسب) والشتم ما الله به عليم, ومع هذا وذاك يسيرون بخطى (حثيثة) نحو الموت يحملون (هم) الوطن وحلم التحرر, ويسعون للنصر حتى وإن عاد الكل وتحولت أجسادهم (هم) إلى (جثث) هامدة, غادرتها الأرواح..

للمتشدقون أبحثوا بين ثنايا أنفسكم وعالم (الأزرق) الذي منه تتدلى (السنتكم) النتنة وتقذف الأبطال والرجال بأبشع الألفاظ (وأقذعها) , وتصرفون لهم (صكوك) العمالة والخيانة والولاءات الضيقة, ستجدون أن هؤلاء (يلتحفون) السماء , (ويفترشون) الرمال , ويتدثرون بالشجاعة رغم أنفاس الموت التي تجوس في كل مكان..

عن أبطال أبين أتحدث.. عن فرسانها.. عن أسودها.. عن أولئك الذين فارقوا أهليهم وذويهم وتركوا متاع الحياة, وساروا أفواجاً نحو الساحات والميادين والجبهات, لا لشيء, ولكن لان هذا (ديدنهم) وهذا من سماتهم,وحينما يناديهم الواجب تجدهم في مُقدمة الصفوف..

هؤلاء الأشاوس الذين يتساقط منهم اليوم في جبهات القتال العشرات وتفيض أرواحهم إلى بارئها, هؤلاء من (ينعت) الكل محافظتهم ويرمونها وأهلها بالتهم باطلاً وظلماً وإجحافاً, هؤلاء من يتداول عنهم (القاصرون) خُلقاً ما يسيء لهم حسداً من عند أنفسهم وحقداً على محافظتهم التي جابهت وتجابه شتى أصناف الحرمان والتهميش والإقصاء, ومع هذا وذاك لم (تمت)..


هذه أبين ورجالها.. فمن أنتم..؟