مقالات وكتابات


الإثنين - 06 أغسطس 2018 - الساعة 05:40 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


تكمن واحدة من أهم مشكلات الإدراك التخيلي والحسي معا في عدم وضوح الخريطة الذهنية لكثير من مناطق الصدام الحضاري التي يهتم بها فكرنا الإسلامي والعربي واليمني على السواء.

وتعاني اليمن من غيابها نظرا لوقوعها في موقع جيو استراتيجي من ناحية ومن ناحية اخرى مكان معقد من الخريطة السياسية للعالم المعاصر , واليمن جزء من إقليم شهير إقليم مقدس كان للحضارة الاسلامية والعربية الوعاء والنواة التي انطلقت منه السرايا والبعوث لنشر وتعزيز وتأكيد ثقافة الدين الإسلامي الحنيف ! نعم هو إقليم شبه الجزيرة العربية فياترى هل دول التحالف العربي و الإسلامي تعي ذلك؟!

من المفارقات والغرائب في عالمنا اليمني المجهول أن يعرف الإنسان شيئا عن العالم الخارجي ومايجري في الفضاء والكواكب الأخرى ثم يجهل عالمه الذي يعيش فيه
ومن المفارقات ايضا أن تتقدم المعارف ويجتاز الإنسان عصر الاكتشافات والاختراعات الكبرى ، ثم يجتاز ثورة علمية تزيد فرصة المعرفة وانتقالها وتداولها ومع هذا يبقى في عالمنا اليمني الكثير من المجهول الذي لا يعرف عنه شيئا فماهي قصة المطرقة والسندان !!

منذ سقوط اليمن بيد إيران والتحالف العربي والنزاع فكري عرقي عقائدي لاشك ولاريب ، ولكن هناك مصالح واتفاقيات سرية والمشكلة الرئيسية هي الامن القومي والاقتصادي والاجتماعي والغذائي اليمني الذي يدق ناقوس الخطر وهو يحتضر ويلفظ انفاسه الاخيرة ، والذي يبدو أنه لامفر أن نتجرع الكاس حتى الثمالة بالأمس سقط البيت العفاشي اكبر اسطورة يمنية خلدت تاريخا في وقتنا الحاضر واليوم شرعية تحت ستار فهل يكتمل المشهد الهزلي من قصص ( والت ديزني ) للاطفال الهزلية لنشاهد سندان ضعيف جدا لم يتحمل ضربة المطرقة الفارسية التي استعاروها من مصانع الحديد والصلب من منطقة القوقاز بروسيا !

ماعاد ينفع الحيز المكاني والموقع النوعي الذي تميزت به اليمن في ظل تحديد الخريطة الجيوبولوتيكية حسب الحاجة وحسب ماتقتضيه مصلحة التحالف العربي وحسب رغبة المصلحة للدول المهيمنة في الشأن اليمني الذي وضعت كل شبر في الجنوب محاط بثقافة بعيدة كل البعد عن واقع السلام ، ضف إلى ذلك أن تدفق النفط في منطقة الخليج يجعل إيران مستعدة إبقاء كل الأراضي الشمالية تحت سيطرتها لدفع أي ثمن خاصة في ظل التوغل السعودي في أرض الجنوب ذلك التوغل الذي يرتدي عباءة شركات الاستثمارات البترولية الذي هي من جعل اليمن بين مطرقة إيران وسندان التحالف والمشكلة الكبرى العظيمة الذين يجهلها معظم ابناء اليمن شمالا وجنوبا هي عدم المعرفة الكافية لديهم بأن اليمن غنية جدا بالنفط وبكر عذراء فهذا هو كل الصراع وما آلت اليه اليمن ، عباءات نتقمصها احيانا لشرح واقع يؤمن به المغفل كما نعيشه اليوم في واقعنا بحر من الإسلام يطفو فوقه بحر من النفط ولنا أن نتخيل كم تساوي أهمية منطقة يجتمع فيها الإسلام والنفط معا ٠٠ تخيلوا ذلك !!