مقالات وكتابات


الأربعاء - 01 أغسطس 2018 - الساعة 01:37 م

كُتب بواسطة : سامح جواس - ارشيف الكاتب




التقيت ظهر اليوم في أحد المطاعم الشعبية بخورمكسر بمسؤول أمني مخضرم من أبناء ردفان ويعمل بأحد المرافق الحكومية الهامة بالعاصمة عدن والتي تدر أموالا طائلة وإيراداتها بمئات الملايين في اليوم الواحد.

طبعا بعد أن سلمت عليه والسؤال عن حاله وأوضاعه سألته عن الأوضاع في المرفق الذي يعمل وكيف العمل معهم هناك وبذات من الناحية الأمنية خاصة بعد أن فقد هذا المسؤول الأمني التابع لجهة أمنية خاصة بحماية المرفق الحكومي هذا السيطرة واصبح وجوده هو والعشرات من زملاءه شكليا فقط وسيطر على هذا المرفق جماعة أمنية تابعين لأمن عدن وغالبيتهم من منطقة معينة.

قال لي : شف يابن جواس كنا زمان قبل الحرب نعمل كنوبات وكل نوبه تتكون من 8 إلى 10 أفراد ونضبط الأمن في المرفق وكل فرد يحترم نفسه ويقوم بعمله ويعرف مهامه ودوره ولا يتعداه او يتحرك من المكان الذي نرتبه فيه ولا نتدخل في عمل الجهات المختصة في هذا المرفق وكان ضابط النوبة هو الأمر الناهي والكل بالكل .

ولكن الآن جاءوا لنا عساكر مابعد الحرب كل واحد منهم يرى نفسه هو المسؤول ويتدخلوا في كل شيء ولايلتزموا بأماكن عملهم او يقوموا بدورهم وللأسف (متهبشين) ويبتزوا التجار ويأخذوا فلوس منهم مقابل أشياء يقوموا بها (معاملات وتخليصات) ليست من اختصاصهم ولا يحترموا من هم أعلى رتبه منهم ويرون أنفسهم هم الوطنيين والمناضلين...

وبينما هو يسرد لي معاناته مما يدور هناك أبتسم لي إبتسامه ساخره وقال : يابن جواس (أصحابنا سرق ويشتوا شهادة تقدير) !!

فعلا يابن جواس سرق ويشتوا شهادة تقدير يعني قده سارق وعاده مبهرر ، وقلنا لهم مايصلحش تسرقوا وتتهبشوا وتشتوا وطن وشهادة تقدير..!! ياسارق يا وطني ومناضل لكن الثنتين مع بعض مايصلح.

قلت له انا تصدق إني اعرف واحد كان عندنا في 2015 معه محل يبيع دجاج وفي الحرب هرب إلى قريتهم وعاد بعد الحرب وتفاجئت به عين قائدا لأحد الألوية التابعة للتحالف !! وبرضه واحد كان كراني بالفرزة وعين قائد لكتيبة تحمي أهم مرفق بعدن سابقا وحاليا قاىد للحزام في أحد المديريات بالمحافظات المحررة!؟ يعني السوق تعبان ياقيادة مشي عمل الكفاءة والخبرة والمؤهل ليسوا بحاجته والفاشل العنتري المقودة يتم تعيينه لينفذ فقط دون ان يناقش او يفقه مهامه ودوره..


طبعا المعاناة هذه التي يعيشها المسؤول الأمني المخضرم الذي تحدثت معه يعاني منها الكثير من أمثاله من المسؤولين المؤهلين السابقين ويعيشونها في كافة المرافق والمقرات والمعسكرات وا وا الخ حيث تم تهميش الكوادر من المسؤولين الأمنيين والعسكريين واستبدالهم بعساكر مابعد الحرب من الغير مؤهلين او الكفاءات والمصيبة أن هؤلاء للأسف غالبيتهم اصبحوا سرق بإمتياز ويشتوا شهادة تقدير ووطن !!؟

لذا نتمنى ان يتم إعادة النظر في القيادات الأمنية والعسكرية كافة بمختلف المرافق والمقرات ومراكز الشرط ويتم تعيين العناصر المخضرمة من الكوادر والكفاءات والقيادات الحالية يتم تأهيلهم وتدريبهم واشراكهم في دورات تأهيلية ومن ثم إعادة دمجهم بالسلك العسكري والأمني لما من شأنه الحد من كثير من الأخطاء والتجاوزات والفشل الأمني والعسكري.

#سامح_جواس
1/8/2018