مقالات وكتابات


الجمعة - 27 يوليه 2018 - الساعة 08:01 م

كُتب بواسطة : عبدالله سعيد القروة - ارشيف الكاتب


التعامل مع الأقوياء له اسلوب خاص في علم السياسة وهو ما تقوم به الدبلوماسية الأممية في الحرب اليمنية , فهم على علم مسبق بمكامن القوة والضعف في طرفي النزاع ويستخدمونه بإتقان شديد .
ولأن الأمم المتحدة اتقنت فن اللعب (على الشعوب) في الحروب فإن مبعوثها امس كان في حضرت السيد عبدالملك بعد يوم واحد من استهداف الحوثي ناقلات النفط السعودية في باب المندب الممر الدولي .. وكذلك اعلان المليشيات الحوثيه عبر قناة المسيرة استهداف مطار ابوظبي بطائره بدون طيار !!
هذه اللعبة الخطيرة التي تلعبها الدول العظمى في حروب العرب عن طريق دعم الطرف الأضعف او المحاصر للإبقاء على الحرب مشتعلة لم تعد خافية إلا على أغبياء الأمة او الخانعين المسيرين منهم .
غريفيث في جعبته حلول عرضها على الحوثي (القوي) بالتعنت قبل الشرعية (الضعيفة) ب .... ! ليختار منها ما يناسبه بشرط الحفاظ على مصالح الدول التي ارسلته والتي يمثلها .
قيل ان الحوثي رفضها ورفض العودة الى التفاوض .. (وهذا على عهدة غريفيث والصحافة) ..

ما نقوله هنا ليس تخمينات بل ان شواهده واضحة في الساحل الغربي وجبهات صعدة ومارب والجوف ونهم !!!
لنسأل سؤال : لماذا اجبرت الوية العمالقة والمقاومة التهامية التوقف والتراجع بعد تحرير مطار الحديدة ومنع دخولهم الحديدة ؟؟؟
كذلك بعد تحرير المطار كان بالإمكان تحرير ميناء الحديدة !! لكن ذلك لم يحصل بل توقف بسبب فيتو خارجي ( *قف هنا*) .
على كل حال غريفيث غادر صنعاء وسيأتي الى عدن مستقبلا اذا بقي الرئيس فيها ليعرض عليه ما اشترطه حاكم صنعاء (القوي) هذه الحقيقة .

وعندما نقول حاكم صنعاء القوي فإنها الحقيقة التي يتجاهلها الجميع عن قصد حياء او نفاق فهو قوي في مناطق سيطرته .. واذا لم يكن قويا فلن يستطيع الصمود كل هذه السنين وكل يوم يزداد قوة !!
سيقول البعض انه الدعم الإيراني !! صحيح وأضيف انا إنه الدعم الدولي والمحاباة عبر الأمم المتحدة ايضا !!! .

معادلة الحرب في اليمن صعبة التحليل والتفسير بسبب التدخلات والتعقيدات الكثيرة التي حالت دون التوصل الى حل من اي نوع عسكري او سياسي الى الآن والشواهد تقول .. بأن الازمة ستطول حتى وإن تم وقف اطلاق النار لا بوادر في الأفق لأي حل سياسي قريب بين الكتل والتيارات المختلفة في البلاد ينهي الوضع المأزوم اصلا من قبل الحرب .
هناك تياران قويان قد يكون لهما دور فاعل في مستقبل البلاد التفاوضي والسياسي ان حدث .. هما :
🔹 الحوثيون في صنعاء
🔹 والمجلس الانتقالي في الجنوب .

_ ( الشرعية ستكون كبش الفداء) _

▪ الحوثيون صعدوا على انقاض المؤتمر الشعبي واطلاله بعد تحالفه معهم واصبحوا القوة المؤثرة القوية في صنعاء .
▪ المجلس الانتقالي بدأ قويا عند تشكيله ولكنه تراجع قليلا فيما بعد بسبب خلافات داخلية يمكن حلها . واستمد قوته من ضعف سلطة الشرعية في الجنوب واهمالها وسيكون له دور فاعل في مستقبل البلاد إذا تم اصلاح مساره وتجاوز العقبات التي تواجهه عبر توسيع القاعدة الشعبية واشراك القيادات المؤثرة .

لذلك فإن البحث عن حلول سياسية تفاوضية اصبحت الوسيله الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن .. ويبقى كيفية وماهية هذه الحلول وجدول اعمال التفاوض ومن هم المشاركين فيها .
وستكون بصمة الدول الكبرى واضحة جدا على مستقبل اليمن عبر مبعوثها الدولي الذي يتردد على صنعاء لاقناع حكامها ببعض الصيغ التي قد تفرض على الشرعية مستقبلا !! وهو المضحك المبكي ..
لكن هي السياسة الدولية في التعامل معنا في ظل التشرذم والحروب شئنا أم أبينا وليس بيدنا إلا القبول بالحد الأدنى من حقوقنا مجبرين .

نقول للشرعية والتحالف العربي ان الدول الكبرى لا تريد لحرب اليمن ان تنتهي ولا تريد للفرقاء حل خلافاتهم وما تتذرع به من تهديد للملاحة الدولية وتهديد السلم العالمي ماهو الا محض كذب وإفتراء .. التهديد هم صنعوه ومولوه لكي يبقوا هنا .
فهل فهمنا الدرس أم لا ؟

والسلام