مقالات وكتابات


الثلاثاء - 07 يوليه 2020 - الساعة 12:38 ص

كُتب بواسطة : صالح الحنشي - ارشيف الكاتب


في بدايات مرحلة حكم المناضلين للجنوب.بعد يونيو 69 مافي كلمه كانت تتردد اكثر من كلمة مرتزقه.. والمرتزقه حينها هم اشخاص اشرار..
يتسللون ليلا من الحدود السعوديه.. الى الجنوب ليزرعوا الالغام ويسمموا الابار.. هكذا كانوا يصوروهم للناس..
ونحن صغار نتخيل هذا الشخص اللي يتسلل في الظلمه من تلك الحدود ونراه شبح يقطع
الرمال والجبال ليصل الى بئر ويضع فيها
السم.. ثم يعود من حيث اتى.. او يزرع لغم في طريق ترابي.
كنا نستغرب من كمية الشر التي تسكن هذا الكائن الذي يقطع مئات الكيلو مترات ع شان يلحق الاذيه باناس لايعرفهم..
عندما كبرنا .اكتشفنا ان مافيش ابار مياه .. وكلها كم بير.فقط. وكمان كل بير عاملين جنبها معسكر ضخم للقوات الشعبيه.. وان الالغام كانت تخرج من مقرات امن الدوله..ويتم زرعها في طريق قريب من قرية .فيها اشخاص يريد التنظيم اعدامهم.. تلصق بهم هذه التهمه فيتم اعدامهم..
كانت القوات الشعبيه الاف مؤلفه .يتم اطلاقهم ليلا ليتجسسوا على كل بيت في كل القرى.
وكل الطرق.. اتذكر اننا ونحن صغار .
في الصباح نرى اثار جزماتهم. في كل شبر..
حين تتخيل ذاك الجيش الجرار من عسس القوات الشعبيه تجزم ان العدد يكفي لتخصيص اثنين جواسيس لكل مواطن..
وعاده يفيض عدد كبير.. يخلوهم يتجسسوا على الجواسيس.. لانه مش معقول ان حد ينظلم وينحرم من حقه في التجسس..

مايثبت هذا ان في احدى المرات . في منطقه قريبه من بلادنا. منطقه جبليه مهجوره الا من قله من الناس..عثر عسس القوات الشعبيه على قصف سجاره روثمن...وتم تحريزه ووضعه في طربوش واحد من القوات الشعبيه ونقله الى المركزِ . وقطعوا مسافه يوم ونص سيرا على الاقدام ليصلوا للمركز ويسلموا القصف.
ليتم رفع برقيه عاجله الى غرفة العمليات العليا في عدن.. ويصبح القصف القضيه الاولى للدوله بكلهاِ .ليكتشفوا لاحقا ان صاحب القصف ابن احد عساكر القوات الشعبيه. كان مسافر خارج البلاد...

سبحان الله الان مع تطور العلم . المرتزقه رايحين جايين في طيارات. وكمان ماعد يفتجعوا ان حد يكشفهم.. الا وكمان يياهون انهم مرتزقه.. وحتى السعوديه اللي كانوا مرتزقة زمان يتسللون منها ليلا.. اليوم اجت السعوديه بكلها الى هنا. ووفرت عليهم التسلل والتعب..الله الله يالعلم كيف هو مهم ..