مقالات وكتابات


الإثنين - 29 يونيو 2020 - الساعة 08:48 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



مضت ثلاثة ايام على اتفاق الرياض الذي رعته المملكة لاحتواء هوة الخلاف بين القيادات العليا لشرعية الدولة اليمنية المنكوبة بالانقلابات.، ونجحت المملكة في لم شملها بعد انقسامها الواضح على نفسها وتنوع ولاءاتها للمشاريع العاصفة باليمن من كل اتجاه، مما اثر بشكل ملحوظ على حضورها الجوهري في مجريات الاحداث السياسية والعسكرية التي تشهدها، و على مستوى علاقاتها بالقوى الاقليمية والدولية الداخلة بقوة على اللعبة فيها، مما جعلها تدور في حلبة فارغة من قوة التفكير والتأثير، وهي لا تملك من نفسها وقوتها الا قرارها القيادي، الذي اصيب في مقتل وشلل تام بالانقسام.، وان جرت ادارة حروبه السرية وراء الكواليس وبعيدا عن فجاجة وسائل الاعلام وتوظيفاتها السيئة للاحداث والاستخدام السلبي لها التي من الممكن ان تزج في بالقيادات العليا لدولة في اتون حروب اعلامية محرق لها، و لا طائل منها ولا مستفيد الا اعداء الوطن.، وخدمة مشاريع التأمر عليه. ولم نستشف عمق الخلافات العاصفة بها الا عشية انعقاد اللقاء وبقراءات عقلانية لبعض التسريبات النوعية عنها، وهذه بادرة ايجابية لهذه القيادات الوطنية التي عملت على ادارة ملف خلافاتها بالسرية المطلقة وهو تصرف حكيم منها، يدل على رجاحة عقلها السياسي واسترشادها بنور الحكمة اليمانية الشهيرة والحاضرة في بصيرة كل محب ومخلص لليمن.، وبالطبع هذه المدارة جنبتها وحمتها من الوقوع والسقوط في محارق الاعلام التي لاتقل قوة وخطورة عن محارق الحروب المشتعلة نيرانها في الجبهات.
ويمكن قراءة دور الرياض وقدراتها السياسية الرهيية في ثنايا حروب الخلافات الخفية،  وظهور امانة رعايتها المخلصة  واحترام تعهداتها لليمن قيادة وحكومة وشعبا.، و كان بوسعها وهي خبيرة والعليمة  في ادارة هذه النوع من المعارك ان تصب النار على زيت هذه الخلافات وجعلها تلتهما وتقضي عليها  بصمت.، لكنها صنعت المستحيل وعملت على حللت الخلافات وردم فجوتها بين القيادات اليمنية واحاطتها بسياج سري غير قابل للاختراق حتى نجحت في عقد لقاء السبت الشهير.،ادركا منها لخطورة الاوضاع التي انزلقت لها اليمن مؤخرا والتي قد تتسبب في خروجها عن حاضنتها العربية.
موقف الرياض القاهر من الخلافات، وحتى لاطماعها التاريخية في اليمن يوحي باستعدادها لتضحية با ابوظبي دون فقدانها لليمن بثقلها وعمقها الاستراتيجي للمملكة.