مقالات وكتابات


الخميس - 21 مايو 2020 - الساعة 11:44 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب



في اوقات الشدائد تظهر معادن الرجال هذه مقولة سائدة عند العرب تشير الى نوعية وأصالة ونخوة الرجال سيما عند تغير الظروف واشتداد البلاء ونزول المحن وعندما يتعرض القادة لنار الشدائد فمنهم من يذوب وينصهر، ومنهم من يزيده الإحتراق شجاعة وإقدام وتبرز قيمة القائد عندما يتم وضعه ما بين المطارق والسنادين فهناك من يهتز ويضعف وهناك من يضرب اروع المثل ويصنع أروع البطولات.

القائد الفذ والبطل المغوار العميد ركن يسري عبيد العمري الحوشبي "ابو عيدروس" قائد اللواء العاشر صاعقة الواقع في بلاد الحواشب يعد واحد من اولئك الرجال القلائل الأوفياء والمخلصين الذي جسدوا قولاً وفعلاً اسمى معاني الفداء والتضحية لوطنهم الجنوب، فمن منا لم يرى مواقف هذا الجهبذ الصنديد الهمام الشجاعة التي تركت الأثر الطيب ونحتت في شغاف قلوب رجال الله جنود اللواء العاشر البواسل افضل معاني الإبآء والصمود والتضحية.

في معركة شقرة الأخيرة للدفاع عن العاصمة عدن وإجتثاث الإرهاب (معركة الحسم والإنتصار) لتطهير الجنوب من فلول الإهارب وكذلك في غيرها من المآثر البطولية التي اجترحها هذا البطل المغوار في تلك الملاحم الأسطورية التي لا يمكن نسيانها ان حتى محوها من صدر تاريخ نضال شعب الجنوب يعتلي أسم القائد يسري الحوشبي منصة التتويج ويتصدر قائمة قادة الجنوب المخلصين والشرفاء.

في ملحمة شقرة وفي كل ميادين الدفاع عن الجنوب في الجبهات الحدودية الشمالية الغربية ترى هذا القائد السمخ تارة يشد أزر زملائه المرابطين في الثغور من خلال شحنه لهم بالمعنويات وكذا التأثير الإيجابي لتواجده الدائم والمستمر الى جانبهم في الصفوف الأولى في كل ساحات الردئ، فلامجال للتراجع او الإنكسار والإنحناء ولامكان للأيدي المرتعشة والقلوب المرتجفه في جبهة يتواجد فيها ابن عبيد العمري، انه الشيء الذي يثلج الصدور ويبعث الأمل في النفوس بقرب شروق شمس الحرية وإنبلاج فجر الإستقلال والنصر للجنوب العربي.

الرسائل الوطنية والقومية التي بعثها ولا زال يبعثها القائد "ابو عيدروس" فيها الكثير من الأبعاد والمعاني والدلالات التي تشعل فتيل الحماس وتوقد جذوة النضال والإنتصار في افئدة مغاوير الجنوب الأشداء، فكل خطاب يلقيه هذا البطل والثائر العظيم يكون له أثر السحر في نفوس رجال قواتنا المسلحة من ابطال اللواء العاشر صاعقة، فأحرف وكلمات هذا القائد الهمام هي من تضخ الدماء الجديدة في أوردة القوات المسلحة وتبعث لديها الروح والإطمئنان، وهي من تعيد بناء وتكوين النصاب وترجح كفة الموازين لصالح الجنوب في اي لحظة شرود طائشة سادها اليائس والقنوط ونتج عنها هلع وفزع مفتعل افرزته معطيات الأحداث على الساحة او حالة الفراغ والخلو من القادة الفاعلين والمؤثرين.

على هذا الصعيد حرياً بنا ان نتطرق الى ما حصل في الفترة الأخيرة بساحة المعركة التي يخوضها بواسل قواتنا المسلحة الجنوبية ضد شرذمة البغي والعدوان اليمني فمن هذا المضمار نتذكر الهآلة الإعلامية والصخب الذي رافق هذه الحرب النفسية التي قادها الأعداء لتحطيم معنويات شرفاء الجنوب وكادت ان تؤتي ثمارها في زعزعة معنويات رجالنا وشق الصف وبث الذعر والرهبة وإرباك المشهد وتحطيم العزائم، من وسط كومة هذه المتغيرات وأجوائها الضبابية المعتمة كان للقائد يسري الحوشبي "ابو عيدروس" شرف تحمل المسؤولية والعمل بوطنية مطلقة دون كلل او ملل بعيداً عن عدسات الإعلام فهو الرجل الذي لا تستهويه مظاهر البهرجة ومعالم الدعاية التي ينجذب اليها الآخرون لأغراض واهداف ومآرب في نفوسهم، من هنا انطلق هذا الرجل الوطني الشهم والغيور على ارضه وعرضه ووطنه ليرسخ مفهوم الولاء والفداء للجنوب ناسجاً انصع مواقف الرجال الأصيلة في احلك الظروف، هكذا كان ولا يزال هذا البطل المقدام طالباً للمنايا ومتصدياً للنوائب وقاهراً للمستحيل وصانعاً للإعجاز والإنجاز في ساحات الوغاء وميادين الشرف والبطولة.

هذا المناضل الوطني الجسور يعتبر من طينة اولئك الرجال الأفذاذ الذين يقل حديثهم وتكثر افعالهم المشرفة خاصة في اوقات الشدة والعسرة حيث يسمع لهم فيها زئير كالأسود الكاسرة ليتركوا حينها الفرصة امام الغير لكي يتحدث عن ما اجترحوه من مآثر بطولية عظيمة وما سطروه من ملاحم في المعارك المصيرية الحاسمة والمهام الوطنية الكبرى.

في كل المنعطفات التأريخية الصعبة التي مر بها الجنوب منذ العام 2015م يقف القائد يسري عبيد الحوشبي وأفراده في مقدمة الصفوف التي تسهم في رسم وتشكيل صورة الجنوب "جنوب المستقبل الحر المستقل"، لقد حقق هذا القائد الفذ وجنود اللواء العاشر البواسل منذ إعلان تأسيس هذا الكيان المؤسسي العسكري الكثير من المنجزات الوطنية في خدمة الجنوب اهمها حماية وتأمين حدود الوطن وحفظ الأمن والأمان من الناحية الشمالية الغربية للجنوب، كما سطر منتسبو اللواء "العاشر صاعقة" الكثير من البطولات وخاضوا اشرس المعارك والمواجهات العنيفة مع العدو الحوثي ذادوا من خلالها بكل صلابة واستبسال عن حياض ارض الجنوب من هذه النواحي الحدودية للحواشب خاصة في جبهة حبيل حنش حيث قدم هذا اللواء خلال تلك المعارك الطاحنة قوافل من الشهداء والجرحى وبذل رجاله تضحيات جسيمة اخرى.

الحقيقة التي يجب أن تقال ويعترف بها الجميع القاصي والداني هي اننا لم نجد من هذا القائد الجسور وابطال اللواء العاشر صاعقة إلا عهد الرجال للرجال والمواقف الشجاعة والإقدام البطولي والتسابق نحو حجز الصفوف الأمامية عند أي مهمة وطنية توكل اليهم في سبيل الدفاع عن ثرى هذا الوطن الغالي، لقد اثبت العميد يسري الحوشبي قدرته الكبيرة على تحمل المهام وإدارة المسؤوليات العسكرية والحربية في احلك الظروف واشد المراحل صعوبة وبرهن على الواقع أمكانياته الهائلة في انجاز كل المهام المستحيلة مهما كان حجمها او مسار تعقيداتها كل ذلك يعود لحنكته وخبرته ومهارته القيادية التي اكتسبها من ميادين النضال والكفاح المسلح وصقلتها تجارب الحرب المتعددة.

العميد يسري الحوشبي يمثل هامة وطنية نضالية عملاقة فهو قائد حصيف يتميز بقوة الشخصية والشجاعة والأقدام واتخاذ القرارات الحاسمة والبأس الشديد ونصرة المظلوم والإنتصار للحق، توجد في هذه القامة الثورية والنضالية روح البطولة والتضحية والبذل والعطاء والفداء دون سواه من قادة هذا الزمان، وهو القائد الجنوبي المغوار الذي ترك بصماتها شاهدة على عنفوان عطائه الثوري الجزيل فقد كان له اسهام منقطع النظير في تحقيق النصر بمعركة تحرير مديرية المسيمير من براثن مليشيا الحوثي حيث خاض هذا البطل الفدائي كل معارك التحرير بكافة تفاصيلها منذ اندلاعها في اليوم الأول ضد هذه الجحافل الغازية عام 2015م، كما يعتبر هذا القائد من جرحى هذه الحرب العدوانية إذ اصيب اصابة بليغة بموقعة جبل مشيقر المشهودة وكاد على أثر هذه الإصابة يفقد حياته لولا عناية الله ولطفه الذي كتب له من بعدها عمراً جديد، كما يعد "ابو عيدروس" من رعيل الحواشب الأول والجيل الذهبي لثوار ومناضلوا الحواشب الذين هبوا من كل حدب وصوب لمواجهة عدوان مليشيا الحوثي عام 2015م وحملوا على كواهلهم مهمة التنكيل بهذه العصابة السلالية الكهنوتية الطائفية البغيضة وتطهير ارض الجنوب من رجسها، كما كانت له مشاركات اخرى عديدة في جبهات أخرى مختلف ضد جحافل الإحتلال اليمني وهو من القادة القلائل الذين مايزالوا متمسكين بالمبادئ والقيم الجنوبية الثورية المثلى ويناضلوا حتى اليوم لأجلها.

اخيراً لايسعني إلا ان اشير بان قوات اللواء "العاشر صاعقة" كانت ولاتزال تمثل صمام أمان الجنوب وابطاله حراس البوابة الحدودية الشمالية الغربية للجنوب، وهذا اللواء رغم حداثته إلا ان يمثل رقماً صعباً في معادلة القوات المسلحة الجنوبية وقد اسهم خلال مشاركاته وتضحياته في تحقيق كل المكاسب والإنتصارات وصنع التحولات والإنجازات على كافة الأصعدة والمستويات العسكرية والفضل في ذلك بعد الله يعود للقيادة الحكيمة للواء ممثله بالقائد الرمز العميد يسري الحوشبي الذي يمثل اليوم تطلعات هذه الأمة، بالإضافة الى ما يبذله بقية منتسبو وابطال هذه المؤسسة العسكرية الجنوبية الذين ظلوا طيلة الفترات الماضية جنوداً اوفياء وعيوناً ساهرة لخدمة الوطن، باذلين ارواحهم في سبيل عزة وكرامة الجنوب حتى انه لم تمر معركة من المعارك التي شهدها الجنوب إلا وابطال اللواء العاشر كان لهم اسهام فاعل في المشاركة فيها وفي تحقيق الإنتصارات.