مقالات وكتابات


الأحد - 10 مايو 2020 - الساعة 01:23 ص

كُتب بواسطة : إيمان ناصر - ارشيف الكاتب



أتذكر ذات ليلة من تلك الليالي الموحشة.
حين كنت جالسة بمفردي على السطح الذي لا أرى سوى السماء والظلام
والقمر
والنجوم.
كنت انظر لهم بحيرة اليأس
وحزن العاجز.
كانت بخاطري حكايات كثيرة.
بحت بما في خاطري.
وكأنني أمام طبيب نفسي.
تزداد دقات قلبي
تتسارع دمعاتي
وكأنها فيضان لا يرحم.
كل أعضاء جسمي ترتجف من هول ما بحت به.
أنه عذاب الطفولة
وحزن المراهقه
وخذلان الشباب.
السماء ترعد
السماء تمطر
النجوم اختفت،
صارت ليلة مخيفة.
أصوات الرعد تهز فؤادي
يكاد البرق يخطف بصري
بقيت في مكاني.
خوفي كان لا يترجم.
فهل يخاف من يسكن بقلبه الحزن .

في تلك الساعات القليلة التي جعلتني بزاوية لا أرى سوى برق ورعد
وريح
وأمطار.
غرقت انا ودمعاتي بغزارة الأمطار مع كل صاعقة كنت اصرخ
ومع كل قطرة مطر كنت أبكي.
صار المطر يخف
والرعد صوته يتلاشى
والسماء اصبحت صافية
والجو أصبح جميل.
البرد يكاد أن يجتاحني.
لم أعد أتحمل
فبين البرد وبين الجو الجميل تأملت في أن بعد كل حزن ووجع ، وحسرة
وانكسار
وخذلان
وانهيار
يوجد مرحلة تداوي جميع تلك المراحل المؤلمة.
فبعد كل مطر هناك حصاد
وبعد تلك العواصف يوجد خير في آخر المطاف.
تلك الليلة هي من أجمل الليالي التي لن تتكرر.
اسميتها ليلة تعصف من بوح صدري.
في تلك الليلة خفت حمول ثقيلة كانت على عاتقي
شعرت أنني فراشة اطير ابحث عن الأزهار التي بكل لون.
شعرت أنني وليدة اللحظة.
اجتهدت بكل ما أوتيت من قوة كي استقل تلك اللحظة بكل مافيها لأنني أعلم أنها سوف تهرب من بين يدي.

جميل ان يتنقل حلمي من زهرة لأخرى واستنشق رائحة زكية تفوح منها مشاعر تخلد بالأعماق
هل يوجد شعور مثل هكذا؟
انه شعور طفل ولد وليس عليه أثقال!
وتستمر حكايتي مع الزمن.