مقالات وكتابات


الخميس - 07 مايو 2020 - الساعة 05:41 ص

كُتب بواسطة : نبراس الشرمي - ارشيف الكاتب


صدمت وأنا إقرأ اليوم مذكرة جمارك المنطقة الحرة -عدن- حول الإيرادات التي أودعت يوم الثلاثاء إلى حساب "الإدارة الذاتية" في البنك الأهلي، كإستجابة لقرار "المجلس الإنتقالي" بالإدارة الذاتية للجنوب وتوريد الإيرادات للبنك الأهلي..!!

ان ما حضيت به مدينة عدن خلال الخمسة أعوام الماضية من مكانة واهتمام "إقليمي وعالمي" لسبب واحد فقط، وهو القرار السياسي الذي اتخذه "الرئيس هادي" بإعلانها عاصمة مؤقتة لكل اليمنيين، ونقل كافة مقرات المرافق والوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية إلى عدن، عقب إنقلاب السلالة الهاشمية أصحاب "النطفة المقدسة" على السلطة الشرعية -المعترف بها دوليا.

استطاعت الجماعة الحوثية -آنذاك- أن تعطل مفاصل الأداء الوظيفي في دوائر الدولة ومرافقها السيادية والمدنية والعسكرية والسياسية وكذلك الاقتصادية، ولكنها خسرت كثيرًا عندما فقدت مشروعية بقائها كمركز رئيسيًا ومرجع لكافة فروع المحافظات من مرافق وهيئات حكومية، ومعها خسر الكثير من المواطنين في صنعاء مصالحهم.!

واليوم يتكرر نفس المشهد في عدن، ولا يدري أخواننا في "المجلس الإنتقالي" أن الشروع في خطوة كهذه (أي الإدارة الذاتية) لا تضر إلا هذه المدينة وشعبها والمحافظات المجاورة لها، بعد سنوات طويلة من الظلم والفساد الذي عاناه أهلها؛ واتخاذه مثل هكذا قرارات وإجراءات مستفزة يكرر نفس التجربة -التي فشلت- في صنعاء.!

لا أدري عن أي تفويض شعبي سيتحدث هؤلاء ذات يوم، عندما تتخذ "الشرعية" قرار نقل المقر الرئيسي "للبنك المركزي" من عدن إلى مأرب أو حتّى عمان، ويلحق بالكلية العسكرية وكلية الشرطة التي أغلقت أبوابها في عدن..!!

أما عن الإدارة الذاتية، فقد كان كلا من قيادات الإنتقالي (الزُبيدي، الخبجي، لملس وأحمد بن بريك) محافظين للمحافظات الجنوبية، وبين أيديهم قرارها وتحت سلطتهم إيراداتها، قبيل إقالتهم منها.. لماذا لم يعلنوا حينها الإدارة الذاتية؟!..
لوجه الله تراجعوا..
الإنسحاب طيب!

#نبراس_الشرمي